للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥، ١٦] .

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء: ١٨] .

"تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أُعطي رضي وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس, وإذا شيك فلا انتقش" ١.

ونجد لهذه الأصنام من القيم المادية مُثُلا كثيرة في الحياة الأوروبية المعاصرة -ومن ورائها في حياة من تشبه بهم المسلمين- نشير إليها بمقتطفات عن المستشرق الأوروبي "ليوبولدفايس" من مفكري الحضارة الغربية، وممن عاش في ظلها، ثم أدركته هداية الله فأسلم وتسمى باسم "محمد أسد"، يقول في كتابه "الإسلام على مفترق الطرق":

"إن الاتجاه الديني مبنيّ دائما على الاعتقاد بأن هناك قانونا أدبيا مطلقا شاملا، وأننا نحن البشر مجبرون على أن نخضع أنفسنا لمقتضياته. ولكن المدنية الغربية الحديثة لا تقر الحاجة إلى خضوع ما إلا لمقتضيات اقتصادية أو اجتماعية أو قومية. إن معبودها الحقيقي ليس من نوع روحاني، ولكن الرفاهية، وإن فلسفتها الحقيقية المعاصرة إنما تجد قوة التعبير عن نفسها من طريق الرغبة في القوة، وكلا هذين موروث عن المدنية الرومانية القديمة".

" ... وهكذا أصبح المال إلها جديدا في الغرب يعبد من دون الله، وقامت في


١ أخرجه البخاري في الجهاد: ٦/ ٨١، وفي الرقاق: ١١/ ٢٥٣.

<<  <   >  >>