للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- شرك المحبة والنصرة أو الولاء:

إن من مقتضيات التوحيد وأصول العبادة أن نفرد الله تعالى بالمحبة الخاصة التي لا تصلح إلا له، وهي "حب طاعته، والانقياد لأمره"١، وهي محبة العبودية التي تستلزم الذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة لله تعالى وإيثاره على غيره.

فإذا توجه الإنسان بهذه المحبة لغير الله تعالى كان مشركا شرك المحبة. ومن هنا جاء التقريع للمشركين الذين جعلوا لله تعالى أندادا ونظراء يحبونهم كحبه, ويعبدونهم معه:

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: ١٦٥] .

ولأن الإسلام يربط بين المسلمين برباط الأُخوّة الإيمانية حيث يلتقون كلهم على عقيدة التوحيد، فإن المسلم ينبغي أن يحب المسلم لإسلامه وإيمانه، وبذلك يكتمل عنده الإيمان ويجد حلاوته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب لله, وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان" ٢.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الإيمان -إن كثرت صلاته وصيامه- حتى يكون كذلك"٣.


١ "الوسيط في تفسير القرآن"، للواحدي: ١/ ١٣٦.
٢ أخرجه أبو داود: ٧/ ٥١، والإمام أحمد: ٣/ ٣٤٨، والبغوي في "شرح السنة": ١٣/ ٥٤, وصححه الحاكم: ٢/ ١٦٤. وانظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" برقم "٣٨٠"، "مرقاة المفاتيح" للقاري: ١/ ١٠٧، "مجمع الزوائد": ١/ ١٩٠.
٣ "المصنف" لابن أبي شيبة: ١٣/ ٣٦٨، "الزهد" لابن المبارك ص١٢٠.

<<  <   >  >>