للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيا: الكفر

تعريفه في اللغة: هو الجحود, وأصله من الكَفْر وهو الستر والتغطية؛ يقال: كفرت الشيء: إذا غطيته. ومنه قيل لليل: كافر؛ لأنه يستر الأشياء بظلمته, وسمي الزارع كافرا لأنه يستر الحب بالتراب.

ومنه قوله تعالى: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [الحديد: ٢٠] يريد بالكفار: الزراع. سماهم بذلك؛ لأنهم إذا ألقوا البذر في الأرض كفروه، أي: غطوه وستروه، فكأن الكافر ساتر للحق، أو ساتر لنعم الله عز وجل.

وليس الكافر اسما لليل أو الزارع، ولكنه وصف لهما، كما قال الشاعر:

فتذكرا ثَقَلا رَثِيدا، بعدما ... ألقت ذُكَاء يمينها في كافر١


١ البيت لثعلبة بن صعير المازني. والضمير في قوله: "فتذكرا" للنعامة والظليم. والثقل: بيض النعام المصون. ورَثَد المتاع فهو مرثود ورثيد: وضع بعضا فوق بعض ونضده. وعنى بذلك بيض النعام، وهي تنضده وتسويه بعضه إلى بعض. وذكاء: هي الشمس. وألقت يمينها في كافر: بدأت بالمغيب. انظر تعليق الشيخ محمود شاكر على "تفسير الطبري": ١/ ٢٥٥، "لسان العرب": ٥/ ١٤٧.

<<  <   >  >>