للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الأصل الثاني، يقال: النَّفَق، وهو سَرَب في الأرض له مَخْلَص إلى مكان آخر.

والنافقاء: موضع يرقِّقه اليربوع من جحره، فإذا أُتي من قِبَل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانتفق وخرج. ومنها اشتقاق النفاق؛ لأن صاحبه يكتم خلاف ما يُظهر, فكأن الإيمان يخرج منه، أو يخرج هو من الإيمان في خفاء.

ويمكن: أن الأصل في هذا الباب واحد، وهو الخروج.

ونافَقَ في الدين: ستر كفره وأظهر إيمانه. ونافق اليربوع: أخذ في نافقائه.

وسمي المنافق منافقا؛ لأنه يستر كفره ويغيِّبه، فشبِّه بالذي يدخل النفق، وهو السَّرَب، فيستتر به، أو لأنه نافق كاليربوع، فهو يدخل في النافقاء ويخرج من القاصعاء. وهكذا يفعل المنافق، يدخل في الإسلام ثم يخرج منه على غير الوجه الذي دخل فيه١.

وقد تكرر في القرآن الكريم والحديث الشريف ذكر "النفاق" وما تصرف منه اسما وفعلا, وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به, وإن كان أصله معروفا في اللغة العربية.

في الاصطلاح الشرعي:

والنفاق: هو الدخول في الدين والإيمان من باب أو وجه "وهو التلفظ بالشهادتين" والخروج عنه من باب أو وجه آخر. وعلى ذلك نبّه الله تعالى بقوله عن


١ انظر: "معجم مقاييس اللغة": ٥/ ٤٥٤، ٤٥٥، "ترتيب القاموس المحيط": ٤/ ٤١٩، "لسان العرب": ١٠/ ٣٥٨، ٣٥٩، "الصحاح" للجوهري: ٤/ ١٥٦٠، "غريب الحديث" لأبي عبيد: ٣/ ١٣، "النهاية" لابن الأثير: ٥/ ٩٨، "شرح السنة" للبغوي: ١/ ٧١، ٧٢.

<<  <   >  >>