للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أي: الخارجون من الدين والشرع، ولا يطلق اسم النفاق على من يظهر شيئا, ويخفي غيره إلا الكفر والإيمان.

والمنافق هو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه١.

فالمنافق كالضب أَلِف المراوغة والخداع، فالضب يدخل جحره من باب واضح ثم يهرب إذا شعر بالخطر من باب خفي آخر تتعذر رؤيته. وكذلك يفعل المنافق؛ يدخل في الإسلام من باب ظاهر، فينطق بالشهادتين، ويصلي مع الناس ... ثم يخرج من الإسلام من باب آخر من الصعب مشاهدته، ولو شاهده الناس عند نقضه للإيمان وخروجه عن الإسلام لأُقيم عليه حد الردة٢.

أنواع النفاق:

وهذا النفاق نوعان: نفاق أكبر، وهو نفاق الاعتقاد, ونفاق أصغر، وهو النفاق العملي، وفيما يلي إيجاز لهذين النوعين:

١- النفاق الأكبر، أو نفاق الاعتقاد: وهو -كما سبق- أن يُظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فيعصم بذلك دمه وماله وعِرْضه، فيتخلص من القتل والعذاب العاجل، ويصبح ظاهرا في عِدَاد المسلمين ويُحسَب منهم، وهو في حقيقة أمره باطنا منسلخٌ من الدين كله مكذبٌ به، لا يؤمن بالله ولا بكلامه الذي أنزله على رسوله، فليس معه من الإيمان شيء, كالمنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا النفاق يوجب لصاحبه الخلود في النار، بل هو في الدرك


١ انظر: "مفردات القرآن" للراغب ص٥٠٢، "لسان العرب"، الموضع السابق، "الفروق اللغوية" "١٨٩".
٢ انظر: "مساجد الضرار بين القديم والحديث" كتبه محمد سرور زين العابدين، ضمن "كتاب النفاق" للشيخ الدوسري ص١٠٧.

<<  <   >  >>