للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسفل منها، وهو أعظم كفرا من صاحب الكفر الواضح المستبين١.

قال الله تعالى مبينًا مصير المنافقين, وعقوبتهم في الآخرة:

{إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: ١٤٠] .

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: ١٤٥] .

وليس من غرضنا هنا أن نقف طويلا عند ظهور حركة النفاق في المدينة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- دون مكة المكرمة، والأسباب التي أدت إلى ذلك، ولا بيان المواقف الكيدية والمؤامرات التي قام المنافقون بها، وحسبنا فقط الإشارة إلى أن خطورتهم قد بلغت غايتها، وأنها أشد من خطورة الكافرين الواضحين الذين أفصحوا عن عداوتهم وكفرهم وجاهروا بذلك؛ ولذلك جاءت الآيات القرآنية الكريمة ترسم صورة واضحة لهم من خلال صفاتهم ومواقفهم، وما تكاد سورة مدنية تخلو من الإشارة إليهم والحديث عنهم٢.

وفي زمننا هذا خلق كثير من الناس، يقتفون أثر المنافقين -الذين عرفهم العهد النبوي, وكان على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول- فهم على نهجهم في


١ "مدارج السالكين": ١/ ٣٤٧، "تفسير ابن كثير": ١/ ٧٢، ٧٣، "أعلام الحديث" للخطابي: ١/ ١٦٦، "الإيمان" لابن تيمية: ٥٠، ٥١، "شرح السنة": ١/ ٧٦.
٢ انظر بالتفصيل أبحاثا مهمة في: "مدارج السالكين": ١/ ٣٤٧-٣٥٩، "النفاق: آثاره ومفاهيمه" للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص٩ وما بعدها، "سيرة الرسول" لدروزة، ٢/ ٧٣-١٢٠، وفي تفسير ابن كثير -رحمه الله- وقفات رائعة عند الآيات المتعلقة بالنفاق والمنافقين، و"في ظلال القرآن" في مواضع كثيرة يكشف عنها: "مفتاح كنوز في ظلال القرآن" ص٤٢٥-٤٢٧، "أصول الدعوة" لزيدان ص٣٨٢-٣٩٠.

<<  <   >  >>