للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفاق عمل؛ لأن نفاق التكذيب إنما كان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد عهده إنما هو كفر أو إيمان١.

وقد يجتمع نفاق العمل مع أصل الإيمان، ولكن إذا استحكم وكمُل، فقد ينسلخ صاحبه عن الإسلام بالكلية، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم؛ فإن الإيمان ينهى المؤمن عن تلك الصفات التي سبقت، فإذا كملت في العبد، ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها، فهذا لا يكون إلا منافقا خالصا٢.

النسبة بين الشرك والكفر:

وبعد أن بيّنّا معنى الشرك والكفر والنفاق، يمكن أن نحدد العلاقة أو النسبة بين هذه الألفاظ الثلاثة عند استعمالها جميعها في سياق واحد، وعند انفراد كل منها عن الآخر:

يطلق الله تعالى على المشركين اسم الكفر ويصفهم به، كما في قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: ١١٧] .

{ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [الزمر: ٨] .


١ انظر: "أعلام الحديث" للخطابي: ١/ ١٦٦، "شرح السنة" للبغوي: ١/ ٧٦، ٧٧, "الإبانة الكبرى" لابن بطة: ٢/ ٦٨٥-٧٠٤، "شرح النووي على صحيح مسلم": ٢/ ٤٦-٤٨, "فتح الباري": ١/ ٩٠, ٩١, "مدارج السالكين": ١/ ٣٤٧, "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" للقاري: ١/ ١٢٥-١٢٨، "سنن الترمذي مع تحفة الأحوذي": ٧/ ٣٨٥، ٣٨٦.
٢ "كتاب الصلاة"، لابن القيم ص٥٩.

<<  <   >  >>