وتجيبه على الأسئلة التي يتوقف على الإجابة عليها تحديد كل ما من شأنه أن يرسم له المنهاج المستقيم لحياته في الدنيا والآخرة:
من أنت أيها الإنسان؟
ومن الذي أوجدك؟
ولماذا أوجدك في هذه الحياة؟
وما المصير والنهاية التي تنتهي إليها بعد هذه الحياة؟
ما هي علاقتك بهذا الكون الذي تعيش فيه؟ وما علاقتك بخالق هذا الكون، سبحانه وتعالى؟
وهذه هي الأسئلة التي تشغل بال الإنسان منذ أن أوجده الله تعالى في هذا الكون.
ولا يذهبَنَّ الظن بأحد من الناس ليقول: إنها كلمة سهلة، لا تحتاج إلى كل هذا الجهد والعناء، وإلى كل هذا الزمن المديد، الذي أنفقه الرسول صلى الله عليه وسلم، من أجل تثبيتها في نفوس الناس وفي حياتهم!
لقد وجدنا كفار قريش، وكل الكفار من غير قريش، يُناصبون النبي -صلى الله عليه وسلم- العداء؛ من أجل هذه الكلمة، ومن أجل هذه العقيدة، التي تزلزل كيانهم، وتجعل الأرض تميد تحت أقدامهم، ويشعرون أن السلطان الذي يستعبدون الناس باسمه سوف يُنزع من أيديهم ليُرَد إلى صاحبه الحقيقي، وهو الله سبحانه وتعالى.
فقد كانت عقيدة التوحيد هذه من أشد الأفكار غرابة على عقول الجاهليين وحسهم وشعورهم: