للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الاستسلام لله هو مقتضى الإيمان بالله وتوحيده؛ ولذلك تلقت تلك النفوس المؤمنة التي رباها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحكام الإسلام وتشريعاته بالرضى والقبول، لا تعترض على شيء منه فور صدورها إليها، ولا تتلكأ في تنفيذه بمجرد تلقيها له، وهكذا أبطلت الخمر.. وأبطل الربا.. وأبطل الميسر.. وأبطلت العادات الجاهلية كلها.. أبطلت بآيات من القرآن الكريم أو كلمات من الرسول، صلى الله عليه وسلم.

بينما النظم الوضعية تجهد في هذا كله بقوانينها وتشريعاتها، ونظمها وأوضاعها، وجندها وسلطاتها، ودعايتها وإعلامها، فلا تبلغ إلا أن تضبط الظاهر من المخالفات، بينما المجتمع يعجّ بالمنهيات والمنكرات١.

ولعل في فشل دولة من أكبر الدول الغربية الجاهلية في منع الخمر، بعد أن سخّرت كل أجهزتها ووسائلها المتنوعة لتبشيعها وبيان أضرارها ... لعل في ذلك دليلا قاطعا وشاهدا صادقا على هذا.

هذا قانون البشر، وحكم البشر، وذاك حكم الله، وشريعة الله العليم الخبير:

{وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: ٥٠] .


١ يراجع كيف حرّم الله تعالى الخمر، في الجزء الخامس من كتاب "في ظلال القرآن"، ص٦٦٣-٦٦٧, طبعة دار الشروق، وكيف عجزت أمريكا عن ذلك، في كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ " للسيد أبي الحسن الندوي، منقولا عن كتاب "تنقيحات" للسيد أبي الأعلى المودودي.

<<  <   >  >>