٢ بل قد يقع شيء من الانحراف عن الإسلام والعقيدة حتى في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنه بذاته لا يشكل فرقة أو مذهبا، إنما يشكل بذرة لمذهب أو أصلا، كما يشير إليه حديث أبي سعيد الخدري فيما أخرجه البخاري "٦/ ٦١٨" ومسلم: "٢/ ٧٤٠١"؛ قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم قسما، إذ أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله, اعدل. فقال: "ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟! فقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل". فقال عمر: يا رسول الله, ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال: "دعه؛ فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة ... ".