بردود وإيضاحات وجدل حول ذات الله -سبحانه- وصفاته, وحول القضاء والقدر, وحول عمل الإنسان وجزائه, وحول المعصية والتوبة ... إلى آخر المباحث التي ثار حولها الجدل في تاريخ الفكر الإسلامي، ووجدت الفرق المختلفة: خوارج وشيعة ومرجئة, قدرية وجبرية, سنية ومعتزلة ... إلى آخر هذه الأسماء.
كذلك وجد بين المفكرين المسلمين من فُتِن بالفلسفة الإغريقية -وبخاصة شروح فلسفة أرسطو, أو المعلم الأول كما كانوا يسمونه- والمباحث اللاهوتية "الميتافيزيقية" وظنوا أن "الفكر الإسلامي" لا يستكمل مظاهر نضوجه واكتماله؛ أو مظاهر أبهته وعظمته؛ إلا إذا ارتدى هذا الزي -زي التفلسف والفلسفة- وكانت له فيه مؤلفات!
وكما يفتن منا اليوم ناس بأزياء التفكير الغربية، فكذلك كانت فتنتهم بتلك الأزياء وقتها، فحاولوا إنشاء "فلسفة إسلامية" كالفلسفة الإغريقية, وحاولوا إنشاء "علم الكلام" على نسق المباحث اللاهوتية مبنية على منطق أرسطو! "١.
١ انظر: "خصائص التصور الإسلامي" للأستاذ سيد قطب ص١١، ١٢.