للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماتريدي توفي سنة "٣٣٢هـ", والأشعري توفي سنة "٣٣٣" أو سنة "٣٣٤"١.

وينقل العلماء آراء أبي حنيفة واعتقاده من هذا الكتاب, كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية٢. وللفقه الأكبر روايات أخرى غير رواية أبي مطيع هذه، منها رواية حماد بن أبي حنيفة، وهي التي شرحها الملا علي القاري الهروي المكي "١٠١٤هـ" في كتابه "منح الروض الأزهر شرح الفقه الأكبر"٣, وهو مطبوع متداول. وكان قد شرحه آخرون قبله كالبزدوي "٤٨٢هـ", وأكمل الدين البابرتي "٧٨٦هـ"، وأبي المنتهي المغنيساوي "القرن العاشر", وغيرهم كثير٤.

وهذه الرواية تختلف عن رواية أبي مطيع، فهي أوسع مادة وأكثر مسائل، تبدأ بالكلام على "أصل التوحيد وما يصحّ الاعتقاد عليه؛ يجب أن يقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، والقدر خيره وشره من الله تعالى، والحساب والميزان, والجنة والنار".

ثم يتحدث عن الأسماء والصفات, ويقول: "فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس، فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته".


١ انظر: "أبو حنيفة"، للشيخ محمد أبي زهرة ص١٦٨. ويلاحظ أن الرد على الأشعرية وليس على أبي الحسن الأشعري رحمه الله, ففي حياته لم يكن هذا المذهب الذي انتسب إليه من جاء بعده ممن عرفوا بهذه النسبة.
٢ "فتاوى شيخ الإسلام": ٥/ ٤٦-٤٨، "درء تعارض العقل والنقل" ٦/ ٢٦٣، ٢٦٤.
٣ وهو تحت الطبع بتحقيقي, إن شاء الله تعالى.
٤ انظر: "أبو حنيفة" لأبي زهرة ص١٦٨، ١٦٩"، "كشف الظنون" لحاجي خليفة: ٢/ ١٢٨٧، "تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان: ٣/ ٢٣٧-٢٤٠، "دائرة المعارف الإسلامية" للمستشرقين: ١/ ٤٥٦, ٥٤٧.

<<  <   >  >>