ويرد هنا على القدرية والمعتزلة الذين يؤولون هذه الصفات بالقدرة أو النعمة؛ "لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدرة والاعتزال. ولكن يده صفته بلا كيف، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته تعالى بلا كيف" ... إلخ.
ثم يعرض لمسائل: الفطرة والميثاق المأخوذ على بني آدم, وأفعال العباد، والطاعات والمعاصي، وعصمة الأنبياء، ومكانة الصحابة, ويذكر شعائر أهل السنة المخالفة للمبتدعة..
ويعقب ذلك بالكلام على الثواب والعقاب وآيات الأنبياء وكرامات الأولياء, ورؤية المؤمنين ربهم في الجنة, ويبين معنى الإيمان ووجهة نظره في زيادته من جهة اليقين والتصديق وعدم زيادته من جهة المؤمن به, ثم هل الإيمان والإسلام مترادفان أم متغايران؟ وما يتصل به من مباحث ومسائل.
ثم الكلام على الشفاعة، ووزن الأعمال يوم القيامة.. وسائر السمعيات.. ويختم بالكلام على أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- وبناته وبعض علامات الساعة. ولعل بعض هذه المسائل التي لم تكن ظاهرة بين العلماء في عهدهم -كالكرامة وما يتعلق بها- جعلت بعض الباحثين يشككون في نسبة الكتاب إليه، وقد ينضم إلى ذلك أن بعض المسائل وردت في هذه الرواية, ولم ترد في الرواية السابقة عن أبي مطيع البلخي التي تقدمت.
ولكن شهرة الكتاب بين أصحابه قد تغني عن الإسناد، رغم أنه منقول بالإسناد، ولا عجب في اختلاف الروايات، فإننا نجد هذا في كتب كثيرة صحيحة النسبة لأصحابها١, كما أن ما جاء فيه من آراء يتفق مع ما هو مشهور عن أبي
١ ومن أمثلتها في كتب العقائد: "كتاب السنة" للإمام أحمد بن حنبل، فقد طبع في القاهرة مع "الرد على الجهمية" طبعة غير مؤرخة، ثم طبعت رواية أخرى لكتاب "السنة" في مكة المكرمة سنة "١٣٤٩هـ", "دائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين: ٢/ ٣٧٤" ثم أعيد طبعها مع "الرد على الجهمية" في الرياض بتصحيح الشيخ إسماعيل الأنصاري، دون تاريخ، نشر وتوزيع رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.