للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اصطلاح السنة:

"وقد ساد هذا الاصطلاح في القرن الثالث الهجري في عصر الإمام أحمد بن حنبل حين ظهرت الفرق وراجت عقائد المعتزلة والرافضة والصوفية وأهل الكلام. فأخذ أئمة الإسلام -حينذاك- يطلقون على أصول الدين ومسائل العقيدة: "السنة"؛ تمييزا لها عن مقولات الفرق..

وهذا -أي: وصف العقيدة وأصول الدين بـ "السنة"- وإن كان معروفا في عصر الصحابة إلا أنه لم يكن مشهورا، إنما يدل عليه مثل قول عمر: "من ترك السنة كفر" فإن التكفير من الصحابة لا يكون إلا في أمر عظيم كأصول الدين وأمور الاعتقاد، كما يدل عليه قول علي رضي الله عنه: "الهوى عند من خالف السنة حق, وإن ضربت فيه عنقه" فإن مثل هذا الحكم إنما يتأتى في أصحاب العقائد والأهواء والفرق الضالة"١.

يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله:

وقد جمع طوائف من العلماء الأحاديث والآثار المروية في أبواب عقائد أهل السنة، مثل حماد بن سلمة "ت ١٦٧هـ"، وعبد الرحمن بن مهدي "١٩٨هـ"، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي "٢٥٥هـ"، وعثمان بن سعيد الدارمي "٢٨٠هـ"، وغيرهم في طبقتهم.

ومثلها ما بوّب عليه البخاري "٢٥٦هـ"، وأبو داود "٢٧٥هـ"، والنسائي "٣٠٣هـ"، وابن ماجه "٢٧٠هـ" وغيرهم في كتبهم، ومثل مصنفات أبي بكر الأثرم "٢٦١هـ"، وعبد الله بن أحمد "٢٩٠هـ" وأبي بكر الخلال "٣١٠هـ"، وأبي القاسم الطبراني "٣٦٠هـ", وأبي الشيخ الأصفهاني "٣٦٩هـ".. ثم ذكر سائر أهل العلم الذين صنفوا في السنة مما سنذكره٢.


١ "مفهوم أهل السنة والجماعة" للدكتور ناصر العقل ص٤٢، ٤٣, راجع ايضا: "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية" لابن بطة: ١/ ٣٣٨، ٣٥٩، ٣٦٢.
٢ انظر: "الوصية الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية ص٦٠-٦٣. وفيه تراجم العلماء الذين ذكرهم جميعا.

<<  <   >  >>