للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي ... فذرني أبادرها بما ملكت يدي١

وقول مهيار "من البسيط":

فكل إن أكلت وأطعم أخاك ... فلا الزاد يبقى ولا الآكل٢

فلو علم أنه يخلد ثم جاد بماله كان جوده أفضل، فالشجاعة لولا الموت لم تحمد، والندى بالضد. وأجيب عنه بأن المراد بالندى في البيت بذل النفس لا بذل المال؛ كما قال مسلم بن الوليد "من البسيط":

يجود بالنفس إن ضن الجواد بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود

ورُد بأن لفظ "الندى" لا يكاد يستعمل في بذل النفس، وإن استعمل فعلى وجه الإضافة, فأما مطلقا فلا يفيد إلا بذل المال.

والثاني: ما لا يفسد المعنى؛ كقوله "من الوافر":

ذكرت أخي فعاودني ... صداع الرأس والوَصَب٣

فإن لفظ "الرأس" فيه حشو لا فائدة فيه؛ لأن الصداع لا يستعمل إلا في الرأس، وليس بمفسد للمعنى. وقول زهير "من الطويل":

وأعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عَمِي

فإن قوله: "قبله" مستغنى عنه، غير مفسد، وقول أبي عدي "من الطويل":

<<  <  ج: ص:  >  >>