عنده، فأزال هذا الوهم بوصفه بالسماحة، ولم يتجاوز في ذلك كله صفة الريح التي شبّهه بها، وقوله:"إنه أسرع في الندى منها هبوبا"؛ كأنه من قول ابن عباس رضي الله عنهما:"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ كان كالريح المرسَلَة"١.
التتميم: وإما بالتتميم، وهو أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة تفيد نكتة٢؛ كالمبالغة في قوله تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}[الإنسان: ٨] أي: مع حبه، والضمير للطعام أي: مع اشتهائه والحاجة إليه، ونحوه:{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ}[البقرة: ١٧٧] ، وكذا:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران: ٩٢] ، وعن فضيل بن عياض:"على حب الله"٣؛ فلا يكون مما نحن فيه٤.
وفي قول الشاعر "من المنسرح":
إني على ما تريْنَ من كبري ... أعرف من أين تؤكل الكتف٥