فإنه لو اقتصر على وصفه بالحلم، لأوهم أن حلمه عن عجز؛ فلم يكن صفة مدح، فقال:"إذا ما الحلم زين أهله" فأزال هذا الوهم، وأما بقية البيت فتأكيد للازم ما يُفهَم من قوله:"إذا ما الحلم زين أهله" من كونه غير حليم حين لا يكون الحلم زينا لأهله؛ فإن من لا يكون حليما حين لا يحسن الحلم لأهله يكون مهيبا في عين العدو لا محالة، فعلم أن بقية البيت ليست تكميلا كما زعم بعض الناس١.
ومنه قول الحماسي "من الطويل":
وما مات منا سيد في فراشه ... ولا طُلّ منا حيث كان قتيل٢
فإنه لو اقتصر على وصف قومه بشمول القتل إياهم؛ لأوهم أن ذلك لضعفهم وقلتهم، فأزال هذا الوهم بوصفهم بالانتصار من قاتلهم.
وكذا قول أبي الطيب "من الوافر":
أشد من الرياح الهُوج بطشا ... وأسرع في الندى منها هبوبا٣
فإنه لو اقتصر على وصفه بشدة البطش، لأوهم ذلك أنه عنف كله، ولا لطف