فوالله ما أدري أبالخمر أسبَلَتْ ... جفوني أم من عَبْرتي كنت أشرب؟ ١
وكقول الآخر:
رَقَّ الزجاج وراقت الخمر ... فتشابها فتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قَدَح ... وكأنما قدح ولا خمر٢
ويجوز التشبيه أيضا٣؛ كتشبيه غُرَّة الفرس بالصبح وتشبيه الصبح بغرة الفرس، متى أريد ظهور منير في مظلم أكثر منه٤، وتشبيه الشمس بالمرآة المجلوّة أو الدينار الخارج من السّكَّة، كما قال:
وكأن الشمس المنيرة دينا ... ر جلته حدائد الضّرَّاب٥
وتشبيه المرآة المجلوة أو الدينار الخارج من السكة بالشمس، متى أريد استدارة متلألئ متضمن لخصوص في اللون، وإن عظم التفاوت بين بياض الصبح وبيان الغرة، وبين نور الشمس ونور المرآة والدينار، وبين الجِرْمين، فإنه ليس شيء من ذلك بمنظور إليه في التشبيه، وعلى هذا ورد تشبيه الصبح في الظلام بعَلَم أبيض على ديباج أسود في قول ابن المعتز:
والليل كالحُلَّة السوداء لاح به ... من الصباح طراز غير مرقوم١
فإنه تشبيه حسن مقبول، وإن كان التفاوت في المقدار بين الصبح والطراز في الامتداد والانبساط شديدا.