دع المكارم لا ترحل لبُغْيَتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي يريد: المطعوم المكسوّ، والأصل في ذلك: راضٍ صاحبها، ودافق ماؤه، وطاعم وكاسٍ: طاعمه وكاسيه. ٢ منه أيضا قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: ٦١] ، أي: آتيا، والعلاقة فيه الملابسة بالفاعلية، والأصل: مفعم واديه، ومأتيّ مضمونه. ٣ منه أيضا قول الشاعر "السريع": سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر والأصل -في ذلك- شعر شاعر صاحبه، وجدّ صاحب جدّهم، والعلاقة فيه الملابسة بالمصدرية. ٤ منه أيضا قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} [المدثر: ٩] ، والعلاقة فيه الملابسة بالزمانية، والأصل: صائم فيه ... إلخ. ٥ العلاقة فيه الملابسة بالمكانية، والأصل: سائر السائر فيه ... إلخ. ٦ هو لعوف بن الأحوص من قوله "من الطويل": فلا تسأليني واسألي عن خليقتي ... إذا رد عافي القدر من يستعيرها وقد نُسب في "أساس البلاغة" للكميت. والعلاقة في ذلك: الملابسة بالسببية، والأصل: بنى البنّاء المدينة بسببه، ورد المعير القدر بسببه، وعافي القدر: المرق الذي يبقى فيها فيكون سببا في رد المستعير لها؛ فإسناد الرد إلى عافي القدر من الإسناد إلى السبب، وهذا كناية عن كَلَب الزمان وكونه يمنع إعارة القدر لتلك البقية، وقيل: إن عافي القدر هو الضيف، والمعنى أن المستعير يراه والقدر منصوبة له فلا يطلبها. وقيل: إن البيت لعبيد بن الأبرص. وقيل: إنه لمضرس الأسدي.