أَبَتِ الرَّوَادِف والثُّدِيّ لقُمْصها ... مَسَّ البطون وأن تمس ظُهُورا١
وإما خفية: كقولهم كناية عن الأبله: "عريض القفا" فإن عرض القفا وعظم الرأس إذا أفرط -فيما يقال- دليل الغباوة٢؛ ألا ترى إلى قول طرفة بن العبد:
أنا الرجل الضَّرْب الذي تعرفونه ... خَشاش كرأس الحية المتوقد٣
والبعيدة: ما يُنتقَل منها إلى المطلوب بها بواسطة؛ كقولهم كناية عن الأبله:"عريض الوسادة" فإنه ينتقل من عرض الوسادة إلى عرض القفا، ومنه إلى المقصود. وقد جعله السكاكي من القريبة على أنه كناية عن عرض القفا، وفيه نظر٤.
وكقولهم:"كثير الرماد" كناية عن المضياف، فإنه ينتقل من كثرة الرماد إلى كثرة إحراق الحطب تحت القُدُور، ومنها إلى كثرة الطبائخ، ومنها إلى كثرة الأَكَلَة، ومنها إلى كثرة الضِّيفان، ومنها إلى المقصود.