للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول أبي الطيب:

أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ... ولقد يكون به الزمان بخيلا١

فإن مصراع أبي تمام أحسن سبكا من مصراع أبي الطيب؛ لأن أبا الطيب أراد أن يقول: ولقد كان الزمان به بخيلا، فعدل عن الماضي إلى المضارع للوزن، فإن قلتَ: المعنى أن الزمان لا يسمح بهلاكه٢ قلتُ: السخاء بالشيء هو بذله للغير، فإذا كان الزمان قد سخا به؛ فقد بذله، فلم يبق في تصريفه حتى يسمح بهلاكه أو يبخل به٣.

وإن كان مثله فالخطب فيه أهون، وصاحب الثاني أبعد من المذمّة، والفضل لصاحب الأول؛ كقول بشار:

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا٤

وقول ابن الشحنة الموصلي:

وإني امرؤ أحببتكم لمكارم ... سمعت بها والأذن كالعين تعشق٥

وكذا قول القاضي الأرجاني:

<<  <  ج: ص:  >  >>