للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا كله١ إذا عُلم أن الثاني أخذ من الأول، وهذا لا يُعلَم إلا بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم قوله، أو بأن يخبر هو عن نفسه أنه أخذه منه؛ لجواز أن يكون الاتفاق من قبيل توارد الخواطر، أي: مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ والسرقة، كما يُحكى عن ابن ميادة أنه أنشد لنفسه:

مفيد ومِتْلاف إذا ما أتيتَهُ ... تهلّل واهتز اهتزاز المهند٢

فقيل له: أين يذهب بك؟ هذا للحطيئة! ٣ فقال: "الآن علمت أني شاعر؛ إذ وافقتُه على قوله ولم أسمعه".

ولهذا لا ينبغي لأحد بَتّ الحكم على شاعر بالسرقة ما لم يعلم الحال، وإلا٤ فالذي ينبغي أن يقال: قال فلان كذا، وقد سبقه إليه فلان فقال كذا؛ فيغتنم به فضيلة الصدق، ويسلم من دعوى العلم بالغيب ونسبة النقص إلى الغير.

ما يتصل بالسرقات الشعرية:

ومما يتصل بهذا الفن القول في الاقتباس، والتضمين، والعقد، والحل، والتلميح.

أما الاقتباس:

فهو أن يُضمَّن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث لا على أنه منه٥؛ كقول

<<  <  ج: ص:  >  >>