للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما للاحتياط لضعف التعويل على القرينة١. وإما للتنبيه على غباوة السامع٢. وإما لزيادة الإيضاح والتقرير٣. وإما لإظهار تعظيمه أو إهانته كما في بعض الأسامي المحمودة أو المذمومة٤. وإما للتبرك بذكره٥. وإما لاستلذاذه٦. وإما لبسط الكلام حيث الإصغاء مطلوب؛ كقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: {هِيَ عَصَايَ} [طه: ١٨] ؛ ولهذا زاد على الجواب٧. وإما لنحو ذلك٨.


١ هذا عند خفاء القرينة؛ كما تقول: "من حضر ومن سافر؟ " فيقال: "الذي حضر زيد، والذي سافر عمرو"، ولا يقال: زيد وعمرو؛ لأن السامع قد يجهل تعيين ذلك من السؤال.
٢ هذا عند ظهور القرينة، كما تقول: من حضر؟ فيقال: "الذي حضر زيد".
٣ نحو قول الشاعر "من الوافر":
وقد علم القبائل من معد ... إذا قُبَب بأبطحها بُنينا
بأنا المطعمون إذا قدرنا ... وأنا المهلكون إذا ابتُلينا
وأنا المانعون لما أردنا ... وأنا النازلون بحيث شينا
وأنا التاركون إذا سخطنا ... وأنا الآخذون إذا رضينا
٤ الأول نحو: "أمير المؤمنين حاضر"، والثاني نحو: "السارق اللئيم حاضر" جوابا لمن سأل عنهما.
٥ كقولك لمن سألك: هل الله يرضى هذا؟ الله يرضاه.
٦ نحو قول الشاعر "من البسيط":
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر
٧ فقال: {أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} ، وكل هذا لأن الكلام مع رب العزة، وإصغاء المخاطب في مثل هذا مطلوب للمتكلم، والإصغاء محال على الله تعالى، ولكن كلامه يجري على أساليب العربية، بقطع النظر عن كونه كلامه.
وقد يطلب بسط الكلام لغير ذلك من مقامات المدح والرثاء والفخر ونحوها؛ كقول الشاعر "من الوافر":
فعباس يصد الخطب عنا ... وعباس يجير من استجارا
٨ كالتسجيل على السامع حتى لا يتأتى له الإنكار، ومنه قول الفرزدق في علي بن الحسين -رضي الله عنهما- حين أنكر هشام بن عبد الملك معرفته "من البسيط":
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العَلَم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد خُتموا

<<  <  ج: ص:  >  >>