للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلِي فِي أُخْرَى:

يَا صَاحِبِي، إِنْ كُنْتَ لِي أَوْ مَعِي ... فَعُدْ إِلَى أَرْضِ الْحِمَى نَرْتَعْ

وَسَلْ عَنِ الْوَادِي وَأَرْبَابِهِ ... وَانْشُدْ فُؤَادِي فِي رُبَى الْمَجْمَعْ

حَيِّ كَثِيبَ الرَّمْلِ رَمْلِ الْحِمَى ... وَقِفْ وَسَلِّمْ لِي عَلَى لَعْلَعْ

وَاسْمَعْ حَدِيثًا قَدْ رَوَتْهُ الصَّبَا ... تُسْنِدُهُ عَنْ بَانَةِ الأَجْرَعْ

وَانْزِلْ عَلَى الشِّيحِ بِوَادِيهِمْ ... وَاشْمُمْ عُشَيْبَ الْبَلَدِ الْبَلْقَعْ

عِيدٌ مَتَى كُنْتَ وَكَانَ الْهَوَى ... فَصَمَّ إِلا عَنْهُمُ مَسْمَعِي

لَهْفِي عَلَى طِيبِ لَيَالٍ خَلَتْ ... عُودِي تَعُودِي مُدَنَّفًا قَدْ نُعِي

وَلِي فِي أُخْرَى:

تَمَلَّكُوا وَاحْتَكَمُوا ... وَصَارَ قَلْبِي لَهُمْ

تَصَرَّفُوا فِي مُلْكِهِمْ ... فَلا يُقَالُ: ظَلَمُوا

إِنْ وَصَلُوا مُحِبَّهُمْ ... أَوْ قَطَعُوا فَهُمُ هُمُ

اصْبِرْ لِمَا شَاءُوا أَوْ ... أَنْ أَشَأَ الَّذِي قَدْ حَكَمُوا

قَدْ أَوْدَعُوا سِرَّ فُؤَادِي ... حُبَّهُمُ وَاسْتَكْتَمُوا

يَا أَرْضَ سَلْعٍ أَخْبِري ... وَحَدِّثِي عَنْهُمُ

يَا لَيْتَ شِعْرِي إِذْ غَدَوْا ... أَأُنْجِدُوا أَمِ اتُّهِمُوا

تَبْكِيهِمْ أَرْضُ مِنًى ... وَتَشْكِيهِمْ زَمْزَمُ

مَا ضَرَّهُمْ حِينَ سَرَوْا ... لَوْ وَقَفُوا وَسَلَّمُوا

يَشُوقُنِي وَادِيهِمُ ... وَضَالَّةٌ وَالسَّلَمُ

وَلِي فِي أُخْرَى:

إِلَى كَمْ أُسَائِلُ هَذِي الْمَغَانِي ... لَقَدْ نَطَقَتْ لَوْ فَهِمَتِ الْمَعَانِي

أَمَا لَكَ شُغُلٌ بِمَا أَنْتَ فِيهِ ... مِنَ الْوَجْدِ عَنْ ذِكْرِ مَاضِي الزَّمَانِ

<<  <   >  >>