للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ الْخُلْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: أَعْرِفُ مِنْ طُرُقِ مَكَّةَ سِتَّةَ عَشَرَ طَرِيقًا، مِنْهَا طَرِيقَانِ، طَرِيقٌ ذَهَبٌ، وَطَرِيقٌ فِضَّةٌ

! ٢٢٣ أَخْبَرَنَا ابْنُ ظَفَرٍ، أَنْبَأنَا ابْنُ السَّرَّاجِ، أَنْبَأنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَهْضَمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: سَلَكْتُ فِي الْبَادِيَةِ سِتَّةَ عَشَرَ طَرِيقًا عَلَى غَيْرِ الْجَادَّةِ، فَأَعْجَبُ مَا رَأَيْتُ فِيهَا رَجُلا لَيْسَ لَهُ يَدَانِ وَلا رِجِلانِ، وَعَلَيْهِ مِنَ الْبَلاءِ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَزْحَفُ زَحْفًا، فَتَحَيَّرْتُ مِنْهُ، وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا إِبْرَاهِيمُ.

قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: بِمَ عَرَفْتَنِي، وَلَمْ تَرَنِي قَبْلَهَا؟ فَقَالَ: الَّذِي جَاءَ بِكَ عَرَّفَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ.

فَقُلْتُ: صَدَقْتَ، إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: إِلَى مَكَّةَ.

قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بُخَارَى.

فَبَقِيتُ مُتَعَجِّبًا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ شَزْرًا، وَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، تَعْجَبُ مِنْ قَوِيٍّ يَحْمِلُ ضَعِيفًا وَيَرْفُقُ بِهِ، ثُمَّ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ.

فَقُلْتُ: حَبِيبِي، فَتَرَكْتُهُ عَلَى حَالِهِ، وَمَضَيْتُ أَنَا، فَلَمَّا دَخَلْتُ مَكَّةَ رَأَيْتُهُ فِي الطَّوَافِ وَهُوَ يَزْحَفُ زَحْفًا

! ٢٢٤ وَبِهِ حَدَّثَنَا ابْنُ جَهْضَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْخُلْدِيَّ، يَقُولُ: حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ الأَقْطَعُ عَلَى فَرْدِ قَدَمٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ وَقَعَ فِي سِرِّي أَنَّهُ لَمْ يَحُجَّ مِثْلِي، فَإِذَا أَنَا بِمُقْعَدٍ يَحْبُو، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ أَعْجَبُ مِنْهُ، فَقَالَ لِي: مَا لَكَ تَتَعَجَّبُ مِنْ قَوِيٍّ يَحْمِلُ ضَعِيفًا

! ٢٢٥.

قَرَأْتَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهِ، أَنْبَأنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأنَا الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا الْجُنَيْدُ، عَنْ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ، قَالَ:

<<  <   >  >>