وَلَهُ أَيْضًا:
يَا لَلْهَوَى لَمَّا أَطَعْتُ حَمُولَهُ ... يَوْمَ النَّخِيلِ سَامَنِي مَا لَمْ أُطِقْ
فَارَقْتُ حَوْلا أَهْلَ نَجْدٍ وَالْهَوَى ... ذَاكَ الْهَوَى وَحُرَقِي تِلْكَ الْحُرَقْ
فَقُلْ لِمَنْ ظَنَّ الْبِعَادَ سَلْوَةً ... لا تَنْتَحِلَ طَعْمَ شَيْءٍ لَمْ تَذُقِ
آهٍ لِقَلْبٍ شُقَّ عَنْهُ أَضْلُعِي ... مِنَ الْحُمَّى تُخَالِجُ البَرْقِ الشَّفِقْ
ثَارَ بِهِ الشَوْقُ فَهَبَّ فَهَفَا ... تَطَلُّعًا ثُمَّ نَزَا ثُمَّ مَرَقْ
وَلِأَبِي غَالِبِ بْنِ بِشْرَانَ:
وَلَمَّا أَثَارُوا الْعِيسَ بِالْبَيْنِ بَيَّنَتْ ... غَرَامِي لِمَنْ حَوْلِي دُمُوعٌ وَأَنْفَاسُ
فَقُلْتُ لَهُمْ لا بَأَسَ بي فَتَعَجَّبُوا ... وَقَالُوا الَّذِي أَبْدَيْتَهُ كُلَّهُ بَاسُ
تَعَوَّضْ بِأُنْسٍ الصَّبْرِ عَنْ وَحْشَةِ الْأَسَى ... فَقَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ مِنْ قَبْلِكَ النَّاسُ
وَلِبَعْضِ الْمُحْدَثِينَ:
يَا سَائِقَ الْعِيسِ تَرَفَّقْ وَاسْتَمِعْ ... مِنِّي وَبَلِّغْ إِنْ وَصَلْتَ عَنِّي
وَقِفَ بِأَكْنَافِ الْحِجَازِ نَاشِدًا ... قَلْبِي فَقَدْ ضَاعَ الْغَدَاةَ مِنِّي
وَقُلْ إِذَا وَصَلْتَ مِنْ أَرْضِهِمْ: ... ذَاكَ الْأَسِيرُ مُوثَقٌ بِالْحُزْنِ
عَرِّضْ بِذِكْرِي عِنْدَهُمْ عَسَاهُمْ ... إِنْ سَمِعُوكَ سَائَلُوكَ عَنِّي
قَلْ ذَلِكَ الْمَحبُوُسُ عَنْ قَصْدِكُمْ ... مُعَذَّبُ الْقَلْبِ بكِلِّ قِنِّ
يَقُولُ: أَمَّلْتُ بِأَنْ أَزُورَكُمْ ... فِي جُمْلَةِ الْوَفْدِ فَخَابَ ظَنِّي
أَقْعَدَنِي الْخُذْلانُ عَنْ قَصْدِكُمْ ... وَرُمْتُ أَنْ أسْعَى فلَمْ يَدَعْنِي