هذا التقهقر والاضمحلال. مع أن السلطان صلاح الدين عليه الرحمة ما بنى تلك المدارس والزوايا حول المسجد الأقصى إلا ليقصي أولئك الأعداء عن جواره ولا يمكن لهم القرب من أطرافه، فاشترى رحمه الله من البيوت من جوانب المسجد الأقصى وجعلها مدارس لهذه الغاية علمًا بأن المدارس مهما تأخر الحال فإنها لا تباع، ولكن لم يخطر له أن يأتي دور وأي دور، وزمان وأي زمان تباع فيه المدارس بيع الكساد لأعداء الدين فإنا لله وإنا إليه راجعون.
١٠- ضرر إقامة الراقي في حجر المساجد:
يوجد في بعض المساجد حجر يقطنها من يدعي معرفة الغيب ومستقبل الأحوال، فيقبل عليهم أصحاب الحاجات المفقودة والذين يريدون معرفة ما يكون لهم وعليهم في مستقبل الأيام، وينقدونهم الدراهم في مقابلة حصولهم على ما يبتغون منهم، ومنهم من يقصدهم لأمراض وهمية أو وسواسية فيظهر لهم أنه يرقي للأمراض والأرياح المتسببة من مس الشياطين ويوهم أن لا دواء له إلا تبييت الأثر أو الخط على الرمل أو الطرق بالحصا أو الحساب أو النظر في المياه، ويسمونه المندل، أو كتابة أسماء على سفل القدم أو بدم الحيض أو على بطن المرأة أو بمائها إلى غير ذلك من المنكرات المعروفة المشتهرة حكايتها أكثر من نوادر جحا، فنعوذ بالله من هذا الحال ووا أسفاه على فشو هذه المنكرات ووا مصيبتاه على الاعتقاد بها وظهورها بين المسلمين. ألم يعلموا ما ورد من الأحاديث من كفر اعتقد بمنجم وعدم قبول صلاته؟ ألم يعلموا أن البشر محجوبون عن الغيب إلا من أطلعه الله على شيء من عنده من نبي وملك، فالواجب طرد هؤلاء من المساجد بل ومن غيرها والضرب على أيديهم وتعليم الرجال والنساء أن هؤلاء ضالون مضلون آكلون أموال الناس بالباطل