إلا لاقتضاء المقام ذلك وهكذا في الدرس فلا يسوغ القيام لداخل مطلقا مهما عظمت رتبته، وإكرامه هو أن يتفسح له لتذهب عنه دهشة الدخول، والسبب أن في القيام قطعًا للقراءة والتقرير والسماع والإسماع وتشويش فكر القارئ وتفريق الهيئة المنضمة وفتح باب الكلام والغض من حرمة المقروء وقد يكون حديثًا أو تفسيرًا بل القائم حينئذ يسقط قدر نفسه في نظر العقلاء، ولذلك لا ينبغي قطع تقرير الدرس ولا التوقف ولا إظهار الدهشة كما لا ينبغي الإعراض والإزراء بالغض وإظهار عدم الاكتراث، بل يبش ويشير إشارة المحب ويمضي في تقريره، نعم من كان يدرس في داره أو حجرته نحوًا أو صرفًا لطالب أو طالبين ولا احتفال هناك تخير القارئ بين أن يقوم أو يبقى على حالته وهو الأولى حتى إذا فرغ من الدرس قام له وصافحه كما هو طريقة أشياخنا العقلاء في مجالس دروسهم في دورهم ومساجدهم فليحذر من كان في محفل أن يقوم لداخل بعد أن ذكرت لك ما هو الواجب في ذلك.
٣١- احترام أفنية المساجد:
من البديهي الذي لا يخفى على كل من له مسكة من عقل أن المساجد والأماكن التي بنيت لعبادة الله تعالى يجب احترامها عن كل ما يخل بتنظيمها، فقد أتينا على جمل مما ينبغي تعاهده داخلها، وقاعدة ذلك هو طرح كل بدعة فيها منكرة وبقي الكلام على منكرات في فنائها تخل بحرمتها فمن ذلك طرح قمامات حولها أو تقذير جوابنها أو البصاق أو التمخط على حيطانها أو إيقاد نار حول حائطها أو جمع تراب العمارات إلى جانبها أو وضع الأخشاب مسندة إلى أركانها أو ربط الحمير على حديد شبابيكها وهذا المنكر الأخير