بوجهه من أول الخطبة إلى آخرها، ومنها أنهم يتكلفون رفع الصوت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فوق المعتاد وفي باقي الخطبة يرون إزعاج الأعضاء برفع الصوت بها وذلك جهل لأنها دعاء له عليه الصلاة والسلام. وجميع الأدعية السنة فيها الإسرار دون الجهر غالبًا، وكان صلى الله عليه وسلم يرفع صوته عند الموعظة لأنها معظم المقصود من الخطبة، وأما رفع أيديهم عند الدعاء فبدعة قديمة روى الإمام أحمد عن غضيف بن الحارث رضي الله عنه قال: بعث إليَّ عبد الملك بن مروان فقال: "يا أبا أسماء إنا قد جمعنا الناس على أمرين رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر" فقال: "إنهما أمثل بدعكم عندي، ولست مجيبك إلى شيء منها" قال: "لم؟ " قال: "لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة"١.
١ إسناده ضعيف؛ لأنه في "المسند" "٤: ١٠٥" عن تقية عن أبي بكر بن عبد الله عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الشمالي. وتقية مدلس وقد عنعنه. وأبو بكر بن عبد الله هو ابن أبي مريم وهو ضعيف. ورواه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" "ص٣٧" عن حسان بن عطية قال: فذكره نحوه موقوفًا عليه.