أمنت لما أقمت العدل بينهمو ... فنمت نوم قرير العين هانيها والتقدير: لما أقمت العدل بينهم أمنت ... وكذلك قول ذي الرمة: تعرفته لما وقفت بربعه ... كأن بقاياه تماثيل أعجما أي: لما وقفت بربعه تعرفته ... لكن إذا تقدم جوابها عليها أيظل محتفظًا باسمه وبعمله، فيسمى جوابها، ويعمل فيها النصب، مع مخالفة هذا للحكم العام الذي يمنع تقدم الجواب على كل أداة من أدوات التعليق ... ، أم هي مستثناة من هذا الحكم العام؟. المفهوم من كلام "تاج العروس" هو احتفاظ جوابها باسمه، وبعمله بالرغم من تقدمه عليها مع أنها أداة تعليق، غير أن المفهوم من كلام الصبان في مسألة أخرى كهذه يخالف ما هنا؛ فقال في "لما" التي تقدم عليها عاملها إنها ظرف بمعنى "حين" متعلقة بالعامل الملفوظ المتقدم عليها، ثم قال ما نصه: "والظاهر أنها على هذا القول خالية من معنى الشرط". ا. هـ، راجع الصبان ج ٢ باب الإضافة عند بيت ابن مالك: والزموا "إذا" إضافة إلى ... جمل الأفعال......... إلخ وهو يريد بخلوها من منى الشرط أنها ظرف محض لا يفيد تعليقًا: فلا يصح تسمية عامله جوابًا إذا تقدم عليه، وعلى هذا لا يكون في الكلام أداة شرط. سواء أبقيت "لما" مفيدة للتعليق مع تقدم الجواب أم غير مفيدة، وسواء أكان هذا الرأي هو الأوضح أم ذاك، فالخلاف لفظي شكلي؛ لا يعنينا منه إلا أن الاستعمال صحيح على الرأيين، وأن الأسلوب خال من العيب اللفظي والمعنوي. ١ سبق الكلام عليهما في ج ١ ص ٢٦٦ م ٣٧ وص ٣٧٠ م ٣٨، وسيجيء في حروف الجر ص ٥١٨ م ٩٠ مناسبة أخرى لهما، والكلام عليهما متشعب النواحي، متعدد الأحكام، ولقد خصهما ببحث واف مستقل أحد أعضاء مجمع اللغة العربية القاهري، ودون بحثه المستفيض بمجلة المجمع "ج ٣ ص ٢٥٤"، واستطاع أن يعرض فيه كل ما يختص بهما عرضًا مقيدًا كاملًا، وقد أثبتناه آخر الكتاب ص ٥٤٤. ٢ معناهما: زمن، أو: أمد. ومن الظروف الزمانية: "متى" وهو اسم استفهام عن الزمان، وقد سبق الكلام على حكمه في رقم ٢ من هامش ص ٢٦٣.