للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة ١٨٢: أحرف الإبدال. وضوابطه

ينحصر "الإبدال الصرفي اللازم"١ في تسعة أحرف؛ يبدل بعضها من بعض؛ هي: "الهاء، الدال، الهمزة، التاء، الميم، الواو، الطاء، الياء، الألف". وقد جمعها بعض النحاة في قوله: "هدأت موطيا"٢. ولكل حرف منها شروط لإبدال من نظيره الداخل معه في هذه المجموعة، على التفصيل التالي:

إبدال الهاء:

تبدل الهاء من تاء التأنيث المربوطة عند الوقف عليها؛ كالتاء في قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ} فيقال في حالة الوقف: بينة، ورحمة، بالهاء بدلا من التاء المربوطة.

إبدال الهمزة من الواو، والياء، والألف.

تبدل من الأوليين وجوبا في خمسة مواضع:

١- وقوع أحدهما في آخر الكلمة وقبله ألف زائدة؛ نحو: سماء، ودعاء، وبناء، وضياء، والأصل: سماو، ودعاو، وبناي، وظباي ... "بدليل سموت، دعوت، بنيت، ظبي". قلبت الواو والياء همزة لوقوعهما متطرفتين٣ بعد ألف زائدة.

ولا يخرج الحرف من حكم التطرف أن يقع بعده في آخر اللفظ المذكر تاء عارضة لتفيد التأنيث، بشرط أن تكون غير ملازمة له٣. فيقال في: بناي وبناية،


١ تعريفه وإيضاحه في ص٧٥٧.
٢ معنى هدأت: تركت التحرك إلى السكون. ومعنى: "موطيا"، "وأصلها: موطئا، وهي حال من التاء". اسم فاعل من: أوطات الفراش؛ جعلته لينا سهلا ممهدا. وإليها أشار الناظم في الشطر الأول من أول البيت في باب: الإعلال، وسيجيء في ص٧٦٥.
٣ و٣ تطرفهما إما: "حقيقي"، ومعناه: وقوع كل منهما آخر الكلمة، ليس بعده حرف فيها، وإما "حكمي" "أو: تقديري" ويراد به: وقوع كل من هذين الحرفين خاتمة كلمته أيضا، ولكن يليه فيها حرف عارض لغرض طارئ؛ كالتاء التي تزاد بعد الآخر لإفادة التأنيث، وكعلامة التثنية، أو غيرها مما يطرأ بعد الآخر حينا ويزول حينا، دون أن يلازم آخر الكلمة ملازمة في أحوالها المختلفة. وإنما سمي هذا النوع "حكميا، أو تقديريا" لأن تاء التأنيث ونحوها في تقدير الانفصال، وفي حكمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>