للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأولى: إذا أضيفت إلى الجمل جوازًا ولا وجوبًا١، والمراد بالمبهمة هنا:

النكرة التي تدل على الزمان دلالة غير محدودة بمبدأ ولا نهاية، مثل: حين، زمان وقت، أو تدل على وجه من الزمان دون وجه؛ مثل: نهار، صباح، عشية، غداة، بخلاف أسماء الزمان المختصة بتعريف أو غيره، مما سبق بيانه في رقم ٢ من هامش ص٢٥٢، فإن المختصة لا تضاف إلى الجمل، ومثلها: الزمان المحدود، كأمس، وغد، والمعدودة كيومين، ليلتين، أسبوع، شهر، سنة؛ فكل هذه الأزمنة٢ لا يضاف منها شيء للجمل.

فإذا أضيفت تلك الأسماء الزمانية المبهمة إلى الجمل فإنها تبنى جوازًا كما أسلفنا ويكون بناؤها على الفتح٣، ويجوز فيها الإعراب؛ ولكن البناء على الفتح أفضل إذا أضيفت لجملة فعلية، فلها مبني ولو كان مضارعًا مبنيا مثل: عاد المسرف فقيرًا كيوم جاء إلى الدنيا، ومثل: أشرف أيام الأمهات حين يحرص، على تربية أولادهن٤ ... والإعراب أفضل إذا أضيفت لجملة مضارعية مضارعها معرب، أو لجملة اسمية ٥؛ مثل قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} ٦ ... ومثل: أن تسمع من يقول: "الشجاعة مطلوبة"، فنقول: هذا يوم الشجاعة مطلوبة.


١ لأن الإضافة الواجبة إلى الجمل تحتم البناء كما سيجيء في جـ ٣ ص ٦٣، ٦٥، ٦٧ م ٩٤ وإذا أضيفت أسماء الزمان إلى جملة وجب أن تكون جملة خبرية، ولا تصلح الجملة الشرطية المقترنة "بإن" أو بغيرها من أدوات التعليق، ولا الجملة الإنشائية على اختلاف أنواعها ... إلى غير هذا من بقية الشروط التي ستذكر في الموضع السالف.
٢ سبق الكلام عليها أيضًا في ص ٢٥٢ م ٧٨.
٣ راجع الخضري وغيره في باب: "الإضافة" حيث عقد "تنبيهًا" مستقلًا للنص على البناء على الفتح فقط.
٤ ومن أمثلة المضاف لجملة ماضوية قول الشاعر:
إن شر الناس من يبسم لي ... حين ألقاه، وإن غبت شتم
فالأحسن في الإعراب أن تكون "حين" هنا مبنية على الفتح.
٥ سواء أكانت الجملة الاسمية مصدرة بما الحجازية، أو: "لا" أختها، أو: "لا" العاملة عمل: "إن" أم غير مصدرة.
٦ ومثل قول الشاعر:
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
فالأحسن في الإعراب أن تكون "حين" هنا معربة "منصوبة مباشرة"، وليست مبنية على الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>