للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ– فأما ضبط المستثنى وإعرابه فليس له إلا ضبط واحد، وإعراب واحد، هو: ضبطه بالجر، ويعرب "مضافًا إليه"، إليه دائمًا، ولا بد أن يكون مفردًا ٣ والأداة الاسمية هي المضاف، كما في الأمثلة الآتية:

"أ" ... أسرع ... المتسابقون ... غير ... سعيد.

فرح ... الفائزون ... غير ... واحد.

ظهرت ... النجوم ... غير ... نجم.

"ب" ... ما أسرع المتسابقون غير سعيد، أو: غير سعيد.

ما رأيت الفائزين غير سعيد، أو: غير سعيد.

ما نظرت للنجوم غير نجم، أو: غير نجم.

"جـ" ... ما أسرع ... غير سعيد.

ما رأيت ... غير سعيد.

ما نظرت ... لغير سعيد.

ففي كل هذه الأمثلة وأشباهها لا يكون المستثنى إلا مضافًا إليه مجرورًا، مفردًا١، وأداة الاستثناء الاسمية هي: المضاف.

ب– وأما ضبط أداة الاستثناء وإعرابها، فيختلف باختلاف حالة الكلام، فحين يكون الكلام تامًا موجبًا، تنصب على الاستثناء٢ كما في "أ" من الأمثلة السالفة، وكقول الشاعر:

كل المصائب قد تمر على الفتى ... وتهون، غير شماتة الحساد

وحين يكون الكلام تامًا غير موجب يجوز نصبها على "الاستثناء"، ويجوز اتباعها للمستثنى منه؛ كما في "ب" من الأمثلة السالفة، وكما في قولهم: "أين الأقوال من الأفعال، فلن تتحقق بالكلام الغايات الجليلة غير بعض منها، وما أقلة؟ ".

وحين يكون الكلام مفرغًا تضبط وتعرب على حسب حاجة الجملة، فقد


١ و ١ أي: ليس جملة ولا شبهها.
٢ في الأخذ بهذا الرأي راحة وسهولة؛ لأنه يساير في إعرابه إعراب المنصوب من المستثنيات الأخرى؛ ولأن الاعتراض عليه أخف من الاعتراض على الرأي القائل بإعرابها حالًا مؤولة، بمعنى: "مغاير"، وعلى الرأي القائل إنها منصوبة على التشبيه بظرف المكان في الإبهام "انظر الحالة الثانية التي تشتمل على ما ألحق بأسماء الزمان المبهمة ص ٣٠٣"، ولسنا بحاجة إلى الإثقال بعض الأدلة؛ لأنها جدلية محضة؛ ولا أثر لها في الأمر الهام، وهو: ضبط الكلمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>