٢ "الجماء": مؤنث الأجم، بمعنى: الكثير، و"الغفير": الكثير الذي يغفر وجه الأرض، أي: يغطيه بكثرته. والغفير، في المثال صفة للجماء، مع أن كلمة: "الغفير" هنا مذكرة، والجماء مؤنثة فلم تطابق الصفة موصوفها الحقيقي، وقد تلمس النحاة لهذا تأويلات؛ منها: أن "فعيلًا" هذا وإن كان بمعنى فاعل، قد حمل على "فعيل" بمعنى "مفعول" حيث تحذف التاء منه غالبًا عند ذكر الموصوف، وهذا وأشباهه مردود. والسبب الذي لا يرد هو: أن العرب نطقوا بها هكذا من غير تعليل.. ٣ يقول بعض النحاة: إن الأحوال المذكورة ليست معارف؛ لأن "وحد" و"عود" ألفاظ مبهمة لا تكتسب التعريف؛ ولأن "أل" زائدة في الأحوال الباقية المبدوءة بها وهذا رأي فيه تكلف وضعف. يقول ابن مالك: والحال إن عرف لفظًا فاعتقد ... تنكيره معنى، كوحدك اجتهد-٥ ومصدر منكر حالًا يقع ... بكثرة؛ كبغتة زيد طلع-٦ وقد سبق هذا البيت في رقم ١ من هامش ص ٣٧٣ لمناسبة أخرى.