للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطابقة الحال بنوعيها ١ لصاحبها:

أ– الأصل أن تطابق الحال "الحقيقية" صاحبها وجوبًا في التذكير والتأنيث، وفي الإفراد وفروعه، كالأمثلة السالفة٢، لكن يستثنى من هذا الأصل بعض حالات لها أحكام أخرى تتلخص فيما يلي:

١– إذا كان صاحب الحال الحقيقية جمعًا مفردة مذكر لغير العاقل٣، جاز في الحال أن تكون مفردة مؤنثة، وجمع مؤنث سالمًا، وجمع تكسير٤؛ نحو: سرتني الكتب نافعة، أو: نافعات، أو: نوافع.

٢– إذا كان لفظ الحال الحقيقية من الألفاظ التي يغلب استعمالها بصورة واحدة للمذكر والمؤنث ككلمة: صبور، بقي على صورته؛ نحو: عرفت المؤمن صبورًا عند الشدائد، وعرفت المؤمنة صبورًا كذلك٥.

٣– إذا كان لفظ الحال الحقيقية أفعل التفضيل المجرد من "أل" والإضافة، أو المضاف إلى نكرة، لزم الإفراد والتذكير على الأرجح، كما سيجيء في بابه٦ نحو: عرفت العصامي أنشط وأنفع، أو: أنشط عامل، وأنفع رجل.


١ انظر ص٤٠٠ حيث الكلام: على الحال "الحقيقية"، وعلى قسيمتها: "السببية".
٢ ومن أمثلة المطابقة في الجمع مع التذكير كلمة: "سالمين" في قول الشاعر يدعو لمن يخاطبهم:
بقيتم، وعشتم سالمين من الأذى ... ومنية قلبي أن تعيشوا وتسلموا
٣ يدخل في هذا الجمع نوعان، أحدهما: جمع التكسير الذي مفرده مذكر غير عاقل، والآخر: ما ألحق بجمع المذكر السالم، وكان مفرده مذكرًا غير عاقل أيضًا: مثل: "وابلون"، جمع: وابل؛ للمطر الغزير، و"عليون"، جمع: علي؛ للمكان المرتفع, ولا يدخل جمع المذكر السالم الأصيل؛ لأن مفرده -في الأغلب– مذكر عاقل.
٤ يصح في جمع التكسير هذا أن يكون للمؤنث، وأن يكون للمذكر، بملاحظة مفرد، المذكر غير العاقل مثل قرأت الكتب نوافع، سرتني الكتب أحاسن "جمع: أحسن"، "راجع رقم ١ من هامش ص ٣٦٢ م ١١٤ جـ ٣ ثم حاشية ياسين جـ ٢ أول باب النعت حيث النص الشامل.
٥ لهذه الصورة فروع تتضح من نظائرها في النعت جـ ٣ ص ٣٣٧.
٦ جـ ٣ م ١١٢ ص ٣٢٧ و ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>