للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقسم يجر الأسماء الظاهرة والمضمرة؛ وهو: العشرة الأخرى١، وسيأتي الكلام على معنى كل حرف من القسمين، وعمله.

وتنقسم من ناحية الأصالة وعدمها إلى ثلاثة أقسام، حروف أصلية وما قد يشبهها٢، ويلحق بها أحيانًا وحروف زائدة٣، وحروف شبيهة بالزائدة.

القسم الأول: الحرف الأصلي وشبهه٢، وهو الذي يؤدي معنى فرعيًا جديدًا في الجملة، ويوصل بين العامل والاسم المجرور٤؛ فله مهمتان يؤديهما معًا، وفيما يلي إيضاحهما:

أ– فأما من ناحية إفادته معنى فرعيًا جديدًا لا يوجد إلا بوجوده فيتجلى في مثل: "حضر المسافر"؛ فإن هذه الجملة مفيدة، ولكنها بالرغم من إفادتها


١ في بيان حروف الجر، والمختص منها بالظاهر دون غيره، يقل ابن مالك:
هاك حروف الجر، وهي: من، إلى ... حتى، خلا، حاشًا، عدا، في، عن، على
مذ منذ، رب، اللام، كي، واو، وتا ... والكاف، واليا، ولعل، ومتى
بالظاهر اخصص منذ، مذ، وحتى ... والكاف، والواو، ورب، والتا
وقد اقتصر على سبعة أحرف تجر الظاهر، وترك ثلاثة؛ هي: كي، لعل، متى. ويقول أيضًا:
واخصص بمذ، ومنذ وقتًا، وبرب ... منكرًا والتاء لله، ورب
وما رووا من نحو: ربه فتى ... نزر، كذا كها، ونحوه أتى
أي: أن الكاف قد تجر المضمر شذوذًا.
٢و٢ بيان "الشبيه" موضح في رقم٢ من هامش الصفحة التالية.
٣ في الجزء الأول "م ٥ ص٦٦ و٧٠" بيان مفيد عن المراد من اللفظ الزائد، سواء أكان حرفًا أم غير حرف، وأنه لا يصح اعتبار اللفظ "سواء أكان حرفًا أم غير حرف" زائدًا إن أمكن اعتباره أصليًا؛ لأن اعتبار الأصالة، مقدم على اعتبار الزيادة.
٤ وهذا التوصيل هو ما يسمى: "التعلق" إلا الحرف: "على" إذا كان معناه الإضراب؛ فإنه يصح ألا يتعلق بعامل؛ كما سيجيء في ص٥١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>