للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

"وكلتا الفتاتين سافرت، أو سافرتا"، "وكلتاهما أديبة، أو أديبتان"، والأكثر مراعاة اللفظ. كقول الشاعر:

لا تَحْسَبَنّ الموتَ موتَ البِلى ... وإنما الموتُ سُؤال الرجالِ

كلاهُمَا موْت، ولكنّ ذَا ... أفظعُ من ذاك، لذُل السؤالِ

هذا ويتعين الإفراد ومراعاة اللفظ في مثل: كلانا سعيد بأخيه.....؛ من كل حالة يكون المعنى فيهما قائمًا على المبادلة والتنقل بين الاثنين فينسب فيها إلى كل واحد منهما ما ينسب إلى الآخر، دون الاكتفاء بذكر المعنى المجرد من دلالة المبادلة والتنقل بينهما كالمثال السابق، وكقولنا: كلانا حريص على المودة، كلانا محب لخير زميله١.....

بقيت مسألة تتعلق بالإعراب في مثل: محمد وعليّ كلاهما قائم، أو كلاهما قائمان، فكلمة: "كلاهما"، في المثال الأول مبتدأ حتمًا، و"قائم" خبره والجملة خبر الأول، ولا يصح إعراب "كلا" للتوكيد، لما يترتب على ذلك من إعراب كلمة "قائم" خبر المبتدأ، وهذا غير جائز؛ إذ لا يقال: محمد وعلي قائم؛ لعدم المطابقة اللفظية. أما فى المثال الثاني فيصح إعرابها مبتدأ أو توكيدًا -كما سبق في "أ".

ج- جرى الاستعمال قديماً وحديثًا على تسمية فرد من الناس وغيرهم باسمٍ، لفظه مثنى ولكن معناه مفرد، بقصد بلاغي؛ كالمدح، أو الذم، أو


١ ومثل قول الشاعر:
كلانا غني عن أخيه حياته ... ونحن غذا متنا أشد تغانيا
أي: كل واحد منا غني عن أخيه.
وهناك كلمات أخرى تشبه "كلا" و "كلتا" في أن لفظها مفرد، ومعناها قد يكون مفردا حينا، وقد يكون مثنى أو جمعا حينا آخر، مع التذكير أو التأنيث على حسب كل حالة، ومن تلك الكلمات: "كم"، و "من" و "ما"، و "أي" و "بعض". ...
وسيجييء الكلام عليها من هذه الناحية في أبوابها، ومنها: باب الموصول- ص ٣٤٠ وأيضا عند الكلام على مرجع الضمير في باب الضمير، ص ٢٦٦ حيث تعرض الصور والأحكام الهامة الخاصة بذلك.
أما التطابق بين المبتدأ والخبر فيجيء في ص ٤٥٢ وما بعدها..

<<  <  ج: ص:  >  >>