للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- فإن كان الاسم علما فلا بد أن تتحقق فيه الشروط الآتية١ قبل جمعه:

١- أن يكون علما٢ لمذكر، عاقل٣، خاليا من تاء التأنيث الزائدة٤، ومن التركيب، ومن علامة تثنية أو جمع.

فإن لم يكن علما لم يجمع هذا الجمع، فلا يقال في رجل: رجلون٥، ولا في غلام، غلامون ...

وإن كان علما لكنه لمؤنث، لم يجمع أيضًا، فلا يقال في زينب: الزينبون، ولا في سعاد: السعادون. والعبرة في التأنيث أو عدمه ليست بلفظ العلم، وإنما بمعناه، وبما يدل عليه وقت الكلام، فكلمة،: سعاد، أو زينب، إن كانت علمًا لمذكر، واشتهرت بذلك عند النطق بها، فإنها تجمع جمع مذكر سالم، وكلمة: حامد، أو حليم ... إن كانت علما معروفًا لمؤنث لم تجمع هذا الجمع.

وإن كان علمًا لمذكر لكنه غير عاقل٦ لم يجمع أيضًا، مثل: "هلال" وهو علم


١ وهي غير الشروط العامة الأخرى التي لا بد من تحققها فيه. وتنحصر الشروط العامة في شروط المثنى التي تقدمت في "د" من ص١٢٨ فإنها شروط لجمع المذكر السالم أيضًا.
٢ أي: علم شخص. أما علم الجنس فلا يجمع منه هذا الجمع إلا بعض ألفاظ للتوكيد المعنوي تفيد الشمول -كما سيجيء في رقم٤ من هامش ص ١٤٢- مثل: أجمع وملحقاته "وهي: أكتع، أبصع، أبتع" وتفصيل الكلام عليها في:باب "التوكيد"، ج٣ م١١٦ ص٤١٧" فيقال: أجمعون؛ لأنه في الأصل مشتق، إذ أصله "أفعل تفضيل" قبل أن يتحول إلى التوكيد.
٣ انظر المراد من "العاقل" في رقم ٦ الآتي:
٤ انظر إيضاحها في رقم ١ من الهامش الآتي، وفي "أ" من ص ١٤٥. وكذا حكم المختوم بألف التأنيث إذا أريد جمعه جمع مذكر سالم.
٥ إلا إذا دخله التصغير، مثل: رجيل، ورجليون، أو عند إلحاق ياء النسب بآخره، مثل: إنساني، وإنسانيون، وغلامي، وغلاميون، لأن التصغير أو النسب يفيده نوعا من الوصف فكأنه مشتق، فيدخل في قسم الصفة الآتي.
٦ ليس المراد بالعاقل أن يكون عاقلا بالفعل، وإنما المراد أنه من جنس عاقل، كالآدميين والملائكة، فيشمل المجنون الذي فقد عقله، والطفل الصغير الذي لم يظهر أثر عقله بعد. وقد يجمع غير العاقل، تنزيلا له منزلة العاقل، إذا صدر منه أمر لا يكون إلا من العقلاء. فيكون جمع مذكر، وقيل: هو ملحق به، مثل قوله تعالى: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} فالسجود لا يكون إلا من العاقلين، ولكن الله نزل الكواكب والشمس والقمر منزلة العاقلين، لأنها فعلت فعلهم. ومثلها قوله تعالى عن أسماء: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} -فهنا قول صادر من السماء والأرض، والكلام لا يكون إلا من العقلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>