للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"المهذب"؛ أو برفعهما، على الاعتبارين السالفين١.

وقد يضاف المصدر للظرف٢؛ فيجره، ويرفع الفاعل وينصب المفعول به إن وجد؛ نحو: إهمال اليوم المريض الدواء معوق للشفاء.

وقد يضاف المصدر لمفعوله؛ فيصير المفعول به مجرورًا في اللفظ منصوبًا في المحل٣؛ ويجيء الفاعل بعدهما مرفوعًا إن وجد؛ كقولهم: "صيانة٤ الحواسِّ الشابُ وديعة تنفعه في شيخوخته"٥. والأصل: صيانة الشاب الحواس، فأضيف المصدر: "صيانة" إلى مفعوله: "الحواس" فصار المفعول به مجرورًا لفظًا، منصوبًا محلا. وتلاهما الفاعل مرفوعًا٦. فإذا جاء للمفعول به تابع -من التوابع الأربعة- جاز في التابع الجر مراعاة للفظ المفعول به، أو النصب مراعاة لمحله. فنقول في المثال السالف: صيانة الحواس ِّالخمسَِ الشابُّ، دين عليها ... بجر كلمة: "الخمس" أو نصبها ...

"ملاحظة": إنما يضاف المصدر لفاعله وينصب المفعول به، أو: العكس، حين يقتضي المقام ذكرهما، وإلا فقد يحذف أحدهما، أو


١ ومن ذلك قول العرب -كما جاء في كتاب: "معاني القرآن" الفراء ج١ ص١٦: عجبت من تساقط البيوت بعضُها على بعض، "بالرفع"، أو بعضِها على بعض "بالكسر". فرفع كلمة: "بعض" على اعتبارها بدلا من البيوت المرفوعة المحل؛ لأنها مجرورة لفظًا في محل رفع فاعل المصدر ... و.......
٢ إذا صار الظرف "مضافًا إليه، زال عنه اسم الظرف؛ إذ لا يصح تسميته ظرفًا -كما كررنا في مناسبات مختلفة- إلا في حالة واحدة؛ هي نصبه على الظرفية.
٣ فإن كان المصدر متعديًا لمفعولين أو ثلاثة جاز إضافته لأحدها ونصب ما عداه، ثم يرفع الفاعل، ويجوز إضافته للفاعل، ونصب المفعول به الواحد أو الأكثر، كما يجوز إضافته الظرف، مع بقاء الفاعل مرفوعًا -إن وجد- وترك ما يوجد من مفعول به أو أكثر منصوبًا "إن وجد".
٤ أي: محافظته على سلامتها.
٥ المراد: أن من صان حواسه في شبابه تصونه في شيبته وكهولته؛ فلا يشكو الأمراض وضعف هذه الحواس؛ لأنه لم يهملها، ولم يسرف في الانتفاع بها زمن شبابه؛ فظلت سليمة حتى وصل إلى زمن المحرم والكبر.
٦ ومن الأمثلة الواردة التي أضيف فيها المفعول به، ورفع الفاعل قول الشاعر:
نَجُذُّ رقاب الأوس من كل جانب ... كجذِّ عقاقيل الكروم خبيرها
فقد أضيف المصدر: "جذَّ" إلى مفعوله: "عقاقيل"، وجاء فاعله "وهو: خبير" مرفوعًا بعدهما. "عقاقيل الكروم: ما زرع من فروع العنب".

<<  <  ج: ص:  >  >>