للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقدير: أصابوه. ومثل:،ما شيءٌ حميتَ بمستباح١،. أي: حتميته.

وقول الآخر:

قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليلُ ... سهرٌ دائم،،وليلٌ طويلٌ

أي: أنا علي؛ سهره دائم، وليله طويل٢ ...


١
صدر هذا البيت المنسوب لجرير: ... حَمَيْتَ حِمى تِهامة بعد نجدٍ
٢ وفي النعت بالجملة يقول ابن مالك:
ونَعتُوا بِجُمْلَةٍ مُنَكَّرًا ... فَأُعْطِيَتُ ما أُعْطِيَتْهُ خَبَرًا
يريد: أن العرب نطقلوا بالجملة نعتًا للمنكر، "آي: أن المنعوت بها منكر، لا بد من تنكيره "، وإذا وقعت نعتًا فإنها تعطى من الحكم ما أعطيته وهي خبر. يشير إلى ضرورة الرابط الذي يربطها بالمنعوت. وليس المقصود أنها تأخذ، وهي نعت -ميع الأحكام التي تستحقها إذا وقعت خبرًا. ذلك أن الجملة التي تعرب خبرًا تصلح أن تكون إنشاء طلبيًا وغير طلبي، "على الصحيح فيهما"، مع أن جملة النعت لا تصلح أن تكون إنشاء طلبيًا أو غير طلبي، ولذا تدارك الأمر فقال:
وامْنَعُ هُنا إِيقاعَ ذاتِ الطَلبِ ... وَأِنْ أَتَتْ فالْْقَوُل أَضُمِرْ تُصِبِ
أي: امنع هنا "في باب النعت، لا في باب الخبر"، وقوع الجملة الطلبية، وهذا تقييد قد يؤدي إلى غير المراد؛ إذ قد يفهم منه أن الجملة الإنشائية غير الطلبية تقع نعتًا، مع أنها كالطلبية لا تصلح نعتًا؛ إذ الجملة الإنشائية بنوعيها الطلبي وغير الطلبي لا تصلح هنا -كما أشرنا -أما الذي يصلح فهو ما عداهما. ولم يبق من الجمل بعدهما إلا الجمل الخبرية. ثم هو يقول: إن ورد في الكلام القديم جمل إنشائية وقعت نعتًا. وهذه لا يصح محاكاتها، ولا القياس عليها؛ لندورها، ومخالفتها الغرض من النعت. فأولها. والتأويلات مختلفة، أشهرها إضمار "قول" المحذوف هو النعت، تكون الجملة الإنشائية مَمَقُولا له. ففي مثل: أكلت فاكهة؛ هل ذقت السكر؟ "وليس هذا من الكلام القديم المسموع" يقدرون أن الأصل: أكلت فاكهة مَقُولًا فيها: هل ذقت السكر؟ فكلمة: "مَقُولًا" المحذوفة هي النعت. والجملة الإنشائية بعدها في محل نصب مفعول به للقول. ومثل: لمست ماء هل لمست الثلج؟ أي: لمست ماء مقولًا فيه: هل لمست الثلج؟.... أما الأمثلة المسموعة فمنها البيت الذي يرددونه؛ وهو:
حتى إذا جَنَّ الظلام واختلطْ ... جاؤوا بِمَذْقِ. هَلْ رأَيتَ الذِّنبَ قطْ؟
"قاله رجل استضافه قوم، وطال انتظاره الطعام حتى دخل الليل؛ فقدموا له المذق "وهو اللبن المختلط بالمياه التي تغير لونه". وهو يصف هذا التغيير في اللون بأنه صار في لون الذئب".
ثم قال ابن مالك بعد ذلك بيتًا سبق شرحه في مكانه المناسب "ص٤٦١" هو:
ونَعتُوا بِمَصْدَر كَثِيرَا ... فالْتَزَمُوا الإِفْرَادَ وَالتَّذْكِيرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>