٢ اقتصر ابن مالك في الكلام على "الفاء"، وثم على ما يأتي: و"الفَاءُ" للترْتِيبِ بِاتِّصَالِ ... وَ "ثُمَّ" لِلتَّرتيبِ بانْفِصَالِ "اتصال": أي: بغير مهلة زمنية. "بانفصال": بمهلة زمنية، "والمهلة هي ما يعبرون عنها بالتراخي. وعدم المهلة هو التعقيب" –وقد أوضحناهما في ص٥٧٣ و٥٧٤– ثم قال في الفاء: واخْصُصْ بفَاءٍ عَطفَ ما لَيْسَ صِلَهْ ... عَلَى الَّذِي اسْتَقَرّ أَنَّهُ الصِّلَهْ يريد: تختص الفاء بأنها تعطف جملة لا تصلح أن تكون صلة؛ لخلوها من الرابط على جملة أخرى تصلح صلة لاشتمالها على الرابط، ولهذا الحكم أشباه وتفصيلات شرحناها "في ص٥٧٥" وسيذكر في آخر الباب ص٦٣٦ اختصاص آخَر لها أشرنا إليه من قبل "في رقم ٣ من هامش ص٥٦١" هو أنها –كالواو– يجوز حذفها مع معطوفها. ٣ وهذه التاء الداخلة على الحروف يجوز تسكينها أو تحريكها بالفتحة. أما كتابتهما فمفتوحة "غير مربوطة". ٤ ومن هذا قول ابن مالك في أول باب من ألفيته: كلامُنا لفظٌ مفيدٌ؛ كاستقمْ ... واسمٌ، وفعلٌ، ثم حرفٌ، الكَلِمْ قال الأشموني ما نصه: "ثم" في قوله: "ثم حرف....، بمعنى الواو؛ إذ لا معنى للتراخي بين الأقسام. ويكفي في الإشعار بانحطاط درجة الحرف عن قسميه ترتيب الناظم لها في الذكر على حسب ترتيبها فيا لشرف، ووقوعه طرفًا. ا. هـ.