للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكمه: أن يرفع بضمة مقدرة على الياء فى حالة الرفع، وينصب بفتحة ظاهرة على الياء فى حالة النصب١، ويجر بكسرة مقدرة٢ عليها فى حالة الجر؛ مثل: الخلق العالي سلاح لصاحبه، إن الخلق العاليَ سلاح لصاحبه، تمسَّك بالخلق العالي. فكلمة: "العالي" في الأمثلة الثلاثة نعت "صفة"، ولكنه مرفوع في المثال الأول بضمة مقدرة، ومنصوب في المثال الثاني بالفتحة الظاهرة، ومجرور في المثال الثالث بالكسرة المقدرة. ومثله: الباقي للمرء عمله الصالح. إن الباقيَ٣ للمرء عمله الصالح. حافظ على الباقي من مآثر قومك. فكلمة: "الباقي" في المثال الأول مبتدأ مرفوعة بضمة مقدرة، وهي في المثال الثاني اسم "إن" منصوبة بالفتحة الظاهرة، وهي في الثالث مجرورة بكسرة مقدرة، وهكذا، فالمنقوص يرفع ويجر بحركة٤ مقدرة على الياء؛ وينصب بفتحة ظاهرة عليها، كما رأينا.

والمنقوص الذى تقدر الضمة والكسرة على يائه وتظهر عليها الفتحة يجب إثبات يائه إن كان غير منون -لسبب يمنع التنوين؛ كإضافته، أواقترانه بأل٥، أوتثنيته، أوجمعه جمع مؤنث سالما٦- فإن كان منونًا لخلوه مما يمنع التنوين؛ وجب حذف الياءدون التنوين في حالتي الرفع والجر، مع تقدير الضمة والكسرة عليها، ويجب بقاء الياء والتنوين فى حالة النصب؛ نحو: خيرُ ما يحمد به المرء خلقٌ عالٍ، إن خلقًا عاليًا يتحلَّى به المرء خير له من الثروة والجاه، لا يحرص العاقل على شيء قَدْرَ حرصه على خلق عالٍ يشتهر به. فيرفع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة، وينصب بفتحة ظاهرة على الياء الثابتة مع التنوين، ويجر بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة. وإنما حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع التنوين فى حالتى الرفع والجر؛ إذ الأصل: "عالِيُنْ" في الرفع،


١ وفي بعض اللهجات تكون هذه الفتحة مقدرة حتمًا إن كانت الياء في آخر الصدر المضاف إلى العجز في المركب المزجي طبقًا للبيان المفيد الآتي في "أ" من ص١٩٦.
٢ لبعض القبائل لغات أخرى منها حذف هذه الياء رفعًا وجرًا، طبقًا لما سيجيء في البيان الذي في ص١٩٧
٣ ومثل القول الشاعر:
إن الليالي لم تحسن إلى أحد ... إلا أساءت إليه بعد إحسان
٤ فإن كان ممنوعًا من الصرف، مثل ليال- بواق ... جرى عليه حكم الممنوع من الصرف كما شرحناه، في ص ٣٨ وهامشي ٣٩.
وإذا كان المنقوص ممنوعا من الصرف وسمي به، مثل: جوار، وقواض، علمين مؤنثين- فلا تقدر الكسرة على الرأي المشهور، وإنما يجر بالفتحة، لكن أتظهر الفتحة لخفتها في حد ذاتها، أم تقدر لنيابتها عن الكسرة الثقيلة؟ رأيان أشهرها الثاني.
٥ بعض القبائل يحذف ياء المنقوص المقرون "بأل" رفعا وجرا- طبقا لما سيجيء في ص ١٩٧.
٦ سيجيء في الجزء الرابع الباب الخاص بتثنية المنقوص وجمعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>