للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"صنعت خيرا" مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره حركة الحكاية، في محل نصب. ويجوز في النعت: "الشجاع" الرفع الصوري١ تبعا للفظ المنادى والنصب تبعا لمحله.

د- المنادى المفرد العلم مبني -في الأكثر كما عرفنا- فلا ينون إلا في الضرورة الشعرية، فيباح تنوينه مع رفعه٢، أو نصبه٣، فمثال الأول قوله الشاعر يهدد خصمه حميدا:

لا تهجني -يا حميدٌ- إن لي ... فتكة الليث، إذا الليث غضب

ومثال الثاني قول المادح:

حسبنا منك -يا عليًّا٤- أياد ... يتغنى بها الزمان نشيدا

وإذا كان المنادى المفرد العلم مبنيا على الضم، لكنه منون للضرورة لزم التصريح بهذا عند إعرابه٢، وجاز في تابعه الرفع مراعاة للفظه -إن لم يوجد مانع آخر- والنصب مراعاة لمحله. أما إذا كان منصوبا منونا فيقال في إعرابه إنه منصوب منون للضرورة، ولا يجوز في تابعه إلا النصب؛ لأن النصب هو الأصل المحلي في المبني، وقد ظهر النصب في اللفظ، فلا داعي لإهماله، ومراعاة غيره ...


١ يقال هنا ما سبق في رقم٣ من هامش الصفحة السالفة.
٢ و٢ ويقال عند إعرابه: إنه منادى مبني على الضم، ولحقه التنوين للضرورة، وقد اجتمع التنوين وعدمه في العلم: "مطر" في بيت يستشهد به قدماء النحاة؛ هو:
سلام الله يا "مطرٌ" عليها ... وليس عليك يا "مطر" السلام
٣ والنصب في الضرورة -بالرغم من إباحته- أقل وأضعف من الرفع. ويقال في إعرابه: إنه منصوب مراعاة لبعض اللهجات، ومنون لضرورة الشعر.
٤ الضرورة في هذا البيت مباحة للشاعر، ولكن تركها أفضل؛ إذ لا يختل الوزن بتركها، وبعض النحاة يستشهد ببيت مثله؛ هو قول الشاعر:
ضربت صدرها إليَّ وقالت ... يا "عديا" لقد وقتك الأواقي
وموضع الشاهد: هو: يا عديا.

<<  <  ج: ص:  >  >>