للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الثالث: النكرة غير المقصودة١، وهي الباقية على إبهاهما وشيوعها كما كانت قبل النداء، ولا تدل معه على فرد معين مقصود بالمناداة؛ ولهذا لا تستفيد منها تعريف.

حكمها:

وجوب نصبها مباشرة، نحو: يا عاقلا تذكر الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وقول الشاعر:

أيا راكبا إما٢ عرضت٣ فبلعن ... نداماي٤ من نجران٥ أتلاقيا

القسم الرابع: المضاف. بشرط أن تكون إضافته لغير ضمير المخاطب٦، سواء أكانت محضة؛ كقول الشاعر:

فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وزدت على ما ليس يبلغه هجر

ويا حبها زدني جوى كل ليلة ... ويا سلوة الأيام موعدك الحشر

ومثل قول القائل:

يا أخا البدر سناء٧ وسنا٨ ... حفظ الله زمانا أطلعك

أم غير محضة كقول الآخر:

يا ناشر العلم بهذي البلاد ... وفقت؛ نشر العلم مثل الجهاد

حكمها:

وجوب النصب بالفتحة، أو بما ينوب عها.


١ وتسمى اسم الجنس غير المعين -كما سبق في رقم ٣ من هامش ص٤.
٢ "إما" هذه مركبة من "إن" الشرطية المدغم، فيها: "ما" الزائدة.
٣ أتيت....
٤ ندامى: جمع؛ من مفرداته: ندمان، وهو: المؤانس في مجلس الشراب.
٥ بلد في اليمن.
٦ مسايرة للأساليب العربية الصحيحة؛ فإنها لا تجمع في الجملة الواحدة الندائية التي ليست للندبة، خطابين لشخصين مختلفين. على حين يجب أن يكون المضاف غير المضاف إليه في المعنى، ومخالفا في المدلول؛ فبين مطلوب النداء ومطلوب أن الإضافة تعارض -وهذا في غير الندبة- فلا يصح أن يقال: يا خادمك؛ لأن النداء خطاب للمضاف؛ مع أن المضاف إليه هنا ضمير لمخاطب آخر غير المضاف -ولهذا إشارة في ص٥٠ أما في الندبة فيجيء الكلام عليها في رقم ٢ من هامش ص٩١.
٧ شرفا ورفعة.
٨ ضوءا.

<<  <  ج: ص:  >  >>