للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- ويعتبر التابع كالمنادى المستقل عند فريق من النحاة دون فريق١ إذا كان بدلا، أو كان عطف نسق خاليا من "أل"٢؛ فيبنى كل منهما على الضم إن كان مفردا معرفة -بالعلمية أو بالقصد- وينصب إن كان مضافا أو شبيها بالمضاف؛ فمثال البناء على الضم: يا جيش قادة٣ وجندا أنت حمى البلاد، ببناء كلمة: "قادة" على الضم، كبنائها لو كانت منادى. وكذلك لو قلنا: يا قادة وجنود أنتم حمى البلاد؛ فتبنى كلمة: "جنود" على الضم ما دام الخطاب لمعين في الصورتين.

ومثال النصب: يا جيشُ جيشَ الوطن تيقظ، أو: يا شباب وغير الشباب، لا تقصروا في إنهاض البلاد. بنصب كلمتي "جيش" و"غير"، لإضافتهما، فهما في حكم المسبوقتين بأداة النداء ...

والأحسن عند مجاراة هذا الفريق الأخذ بالرأي القائل: إن عامل البناء على الضم وعامل النصب هو حرف النداء المذكور في أول الجملة٤ ...

وأفضل من كل ما سبق الاقتصار على النصب؛ مجاراة للفريق الآخر الذي لا يوافق على اعتبار البدل وعطف النسق المجرد من "أل" في حكم المنادى المستقل للأسباب التي أسلفناها٥.

ج- وإن كان المنادى٦ مما يصح نصبه وبناؤه على الضم فأمره محصور


١ سبق عرض الرأيين في رقم ٤ من هامش ص٤١.
٢ لأن المبدوء بأل لا ينادى إلا في مواضع سبقت في ص٣٦.
٣ على اعتبار كلمة: "قادة" بدل جزء من كل، برغم خلوها من الضمير؛ لأن المبدل منه قد استوفى كل أقسامه، أو لأن الضمير الرابط محذوف؛ أي: قادة منه وجند.
"وقد سبق تفصيل هذا في ج٣ ص٤٨٧ م٢٣ باب: البدل".
٤ لن يترتب على الأخذ بهذا الرأي فساد، وهو خال من كل اعتراض ينشأ عن الرأي القائل إن العامل هو الحرف: "يا" المحذوف الملحوظ، أو عامل آخر محذوف؛ كفعل أو شبهه. وقد تقدم "في رقم ٤ من هامش ص٤١" تفصيل الرأيين، وسبب الترجيح.
٥ في رقم ٤ من هامش ص٤١.
٦ هذا هو القسم الأخير من الأقسام الثلاثة التي سبقت الإشارة إليها في أول ص٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>