للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومباشرة١ ما يأتي:

١- وجوب النصب بفتحة مقدرة إن كان المنادى مفردا٢، أو جمع تكسير، أو جمع مؤنث سالما، ومن الأمثلة قول الشاعر يعاتب:

يا أخي، أين عهد ذاك الإخاء؟ ... أين ما كان بيننا من صفاء؟

وقول الآخر:

سألتني عن النهار جفوني ... رحم الله -يا جفوني- النهارا

ونحو: يا زميلاتي لكن تقديري وإكباري، ونحو: يا سعيي قد بلغت بي المدى. ويا صفوي إن أطلت الغياب فلن تهدأ نفسي ...

فكلمة: "أخ، جفون، زميلات"، "سعى، صفو" وأشباهها، منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الكسرة التي جاءت لمناسبة الياء. "لأن هذه الياء يناسبها كسر ما قبلها" والياء مضاف إليه، مبنية على السكون في محل جر٣ ...

٢- يصح في هذه الياء ست لغات، بعضها أقوى وأكثر استعمالا من بعض. هي٤:

حذف الياء مع بقاء الكسرة قبلها دليلا عليها؛ كالآية الكريمة: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا} ٥ ونحو: استقبل العالم المخترع أعوانه وهو يقول: أهلا يا جنود، أهلا يا رجال، أنتم الفخر، ومجد البلاد.


١ أي: بغير فاصل بين المتضايفين، وإلا تغير الحكم على الوجه الآتي في ص٦٤ حيث يتعرض للفصل، وللإضافة غير المحضة..
٢ أما المثنى وجمع المذكر السالم فملحقان بالمعتل -كما قلنا في رقم ٣ من هامش الصفحة السالفة- ولهما حكمهما الخاص وسيأتي في ص٦٦.
٣ للإعراب المقدر "أو: التقديري" وكذا الإعراب المحلي أهمية وآثار لا يمكن إغفالها، وقد أوضحناها في بابهما الخاص، وهو باب: "المعرب والمبني" ج١ م٦ ص٨٤، وم١٦ ص١٩٨.
٤ آثرنا الترتيب الآتي على غيره؛ مجاراة لكثير من النحاة اختاروه؛ بحجة أنه المطابق للوارد من كلام العرب، كثرة وقلة. وواجب المتكلم أن يتخير من هذه اللغات المتعددة ما هو أنسب للمقام، وأبعد من اللبس عند عدم القرينة؛ كالصورة الثانية والثالثة؛ حيث ثبتت في كل منهما الياء.
٥ وقوله: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>