للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا للرائد لي؛ لأن الضمير ياء المتكلم.

وفي جميع الصور تتعلق اللام ومجرورها النداء "يا".

٣- يجوز حذفه إن كان معلوما واللبس مأمونا؛ كقول الشاعر:

فهل من خالد إما١ هلكنا ... وهل بالموت يا للناس عار

ولأصل: يا للناس للشامتين، أو نحو ذلك. وقول الآخر:

يا لقومي ... من للعلا والمساعي ... يا لقومي ... من للندى والسماح؟

٤- يجوز -عند قيام قرينة- الاستغناء عن هذه اللام، والإتيان بكلمة: "من" التعليلية٢ عوضا عنها؛ بشرط أن يكون المستغاث له مستنصرا عليه، "أي: أن يكون القصد من الاستغاثة التغلب عليه، وإضعاف أمره ... " نحو: يا للأحرار من الخادعين المنافقين، وقول الشاعر:

يا للرجال ذوي الألباب من نفر ... لا يبرح السفه المردي٣ لهم دينا

فإن لم يكن مستنصرا عليه بأن كان مستنصرا له لم يصح مجيء "من" وتعينت اللام".

بقيت بعض أحكام عامة أهمها:

١- جواز وقوع المستغاث به والمستغاث له ضميرين؛ نحو: يا لك لي؛ يقولها من يستغيث المخاطب لنفسه.

٢- جواز أن يكون المستغاث هو المستغاث له في المعنى؛ كقولك في النصح الرقيق لمن يهمل، واسمه علي -مثلا- يا لعلي، تريد: أدعوك لتنصف نفسك من نفسك.


١ هي: "إن" الشرطية المدغمة في: "ما" الزائدة.
٢ أي: السببية. "وهي الدالة على التعليل، وبيان السبب" وإنما يصح وقوع "من" التعليلية بعد "يا لي" بشرط أن يكون ما بعدها غير مستغاث به؛ كقول الشاعر:
فيا شوق ما أبقى! ويا لي من النوى! ... ويا دمع ما أجرى! ويا قلب ما أقسى!
٣ المهلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>