للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"وراءك"؛ بمعنى: تأخر، تقول: أمامك إن واتتك الفرصة، وساعفتك القوة. ووراءك إن كان في إدراك الفرصة غصة، وفي نيلها حسرة وندامة.

ومثل: "مكانك"، بمعنى: اثبت١، تقول لمن يحاول الهرب من أمر يمارسه: مكانك تحمد وتدرك غايتك.

ومثل: "عندك" بمعنى خذ. تقول: عندك كتابا، بمعنى: خذه٢.

والأيسر اعتبار الظرف كله "بما اتصل بآخره من علامة تكلم أو خطاب أو غيبة" هو اسم الفعل٣.

٣- وإما منقول من مصدر له فعل مستعمل من لفظه؛ مثل؛ "وريد" "بغير تنوين" بمعنى: تمهل، وبمعنى: أمهل؛ فالأول نحو: رويد -أيها العالم- لقوم يتعلمون؛ فإن التمهل داعية افهم، والفهم داعية الاستفادة. ومثل قول الشاعر:

رويدك٤، لا تعقب جميلك بالأذى ... فتضحى وشمل الفضل والحمد منصدع

والثاني: نحو: رويد مدينا؛ فإن الإمهال مروءة ... فكلمة: "رويد" في الأمثلة السالفة اسم فعل أمر، مبني، غير منون.

وأصل المصدر: "رويد" هو: "إرواد"، مصدر الفعل الرباعي: "أرود"، ثم صغر المصدر٥: "إرواد" تصغير ترخيم؛ بحذف حروفه الزائدة؛ فصار: "رويد"٦، ثم نقل بغير تنوين إلى اسم الفعل ...


١ فيكون لازما. وحكى الكوفيون تعديته، وأنه يقال: مكانك محمدا، أي: انتظره.
٢ انظر لسان العرب -ج٢ ص٣٠٣- حيث الكلام على: "عند".
٣ يوضح هذا ما يجيء في رقم ٢ و٣ من هامش ص١٥٧.
٤ الكلام على هذه الكاف في رقم ٩ من ص١٦٠.
٥ وهذا المصدر المصغر ينصب المفعول به جوازا ولو لم ينقل إلى اسم الفعل، بالرغم من أن شرط إعمال المصدر ألا يكون مصغرا "كما في بابه ج٣ ص١٦٧ م٩٩" لأن هذا الشرط حتمي في غير المصدر: "رويد" الذي ورد به السماع عاملا وغير عامل -أما تفصيل الكلام على تصغير الترخيم ففي ص٧١٠.
٦ لكلمة: "رويد" حالتان؛ أولاهما: أن تكون مصدرا معربا باقيا على مصدريته وإعرابه. والأخرى: أن تترك المصدرية والتنوين، وتنتقل إلى حالة جديدة هي: "اسم فعل الأمر" على الوجه الذي شرحناه =

<<  <  ج: ص:  >  >>