والمستتر ركن أساسي في الجملة، لا يتم معناها بغيره، فلا بد منه؛ لأنه "عمدة" كما يسمونه، أي: لا يمكن الاستغناء عنه مطلقًا، "إلا في بعض حالات قليلة كالربط بين الخبر والمبتدأ" وأشياء ذلك وأما غيره فقد يستغني عنه إذا عدم من الجملة. وبهذه المناسبة يقول النحاة إن الضمير البارز له وجود في اللفظ ولو بالقوة، فيشمل المحذوف في مثل: جاء الذي أكرمت. أي: أكرمته. لإمكان النطق به، أو لأنه نطق به أولا ثم حذف، بخلاف الذي استتر فإنه لا وجود له في اللفظ، لا بالفعل، ولا بالقوة فأمره عقلي، إذ لا يمكن النطق به أصلًا، وإنما يستعيرون له المنفصل في مثل: قاتل في سبيل الله، فيقولون، إن الفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت، وذلك للتقريب. وبهذا يحصل الفرق بين المستتر والمحذوف. هذا إلى أن المستتر أحسن حالًا من المحذوف؛ لأنه يدل عليه اللفظ والعقل بغير قرينة فهو كالموجود، ولذلك كان خاصًّا بالعمد. أما المحذوف فلا بد له من القرينة. وهكذا قالوا!! ١ انظر أول الهامش في ص ٢٢٣. ٢ يقو ل ابن مالك: وذو اتصال منه ما لا يبتدا ... ولا يلي "إلا" اختيارًا، أبدًا كالياء، والكاف، من ابني أكرمك ... والياء والها من "سليه ما ملك" ما لا يبتدا، أي: ما لا يبتدأ به. ومثل للمتصل بما يأتي: "لضمير المتكلم المجرور" ... بالياء في "ابني" و "للمخاطب المنصوب المحل...." بالكاف في: "أكرمك"، "وللمخاطب وللمرفوع المحل معا" بياء المخاطبة، في: "سلمى" وللغائب المنصوب المحل بالهاء من: سليه. =