وإذا ولي الميم الساكنة التي لجمع الذكور ضمير متصل جاز ضم الميم وإشباعها حتى ينشأ: من الإشباع واو مثل: هذا ضيف أكرمتموه، ومعي صديق صافحتموه، وجاز بإبقاء الميم ساكنة، ولكن الأول هو الأكثر والأشهر. فيحسن الاقتصار عليه. وقد أشار ابن مالك إلى بعض هذه المواضع بقوله: وألف، والواو، والنون، لما ... غاب وغيره، كقاما، واعلما والمراد بغيره: المخاطب فقط؛ لأنها تكون للغائب والمخاطب، ولا تكون للمتكلم. ١ بعض القبائل العربية يحذف واو الجماعة، اكتفاء بالضمة التي قبلها. قال الفراء في كتابه: "معاني القران" جـ ١ ص ١٩" ما نصه: "قد تسقط العرب الواو وهي واو الجماعة، اكتفاء بالضمة قبلها فقالوا: في "ضربوا" قد ضرب، وفي: قالوا: قد قال: وهي في هوازن وعليا قيس ... " ثم استشهد أيضا بأبيات شمعها منهم كقول قائلهم: فلو أن الأطباء كان عندي وكان مع الأطباء الاساءة ... - والاساءة جمع آس، وهو هنا من يعالج الجرح. ٢ ولا تكون ضمائر إلا عند اتصالها بالأفعال: أما إذا اتصلت بالأسماء مثل: القائمان، القائمون- فهي حروف دالة على التثنية والجمع. ٣ هذه الضمائر لا تكون في محل رفع، كما ذكرنا، ولكنها قد تقع أحيانا بعد "لولا" التي للامتناع، والتي لا يقع بعدها إلا المبتدأ، فيقال: "لولاي" لتعبت. و "لولاك" لم أحتمل مشقة الحضور، و "لولاها" لضاعت فرصة المعاونة الكريمة. فكيف نعرب هذا الضمير الواقع بعد "لولا"؟ إن سيبويه يعرب: "لولا" حرف جر شببيه بالزائد، وما بعد مجرور لفظا في محل رفع مبتدأ، وخبره بحذف كما سيجيء "في ب من ص٢٤١، في م وضوع الكلام على إعراب الضمير- لكن قلنا هناك إن الأفضل اعتبار هذا النوع في محل رفع في حالة وقوعه بعد "لولا" فقط، فيكون مبتدأ مبنيا على حركة آخره في محل رفع. ولا يجوز اعتباره ضمير رفع إلا في هذه الحالة فقط. وإذا وقع ضمير من هذه الضمائر الثلاثة بعد عسى مثل: "عساني، أو عساي أوفق"، أو: عساك أن تفعل الخير، أو: عساه أن يجتنب الإساءة، فإن خير ما يقال هو اعتبار "عسى" حرفا بمعنى: "لعل" من أخوات "إن" والضمير اسمها - كما سيجيء في: =